(إِن ترد علم حَالهم عَن يَقِين ... فالقهم فِي مَكَارِم أَو نزال)
(تلق بيض الْوُجُوه سود مثار الن ... قع خضر الأكناف حمر النصال)
وَمِنْه
(إِنِّي دَعَوْت ندى الْكِرَام فَلم يجب ... فلأشكرن ندى أجَاب وَمَا دعِي)
(وَمن العجايب والعجايب جمة ... شكر بطي عَن ندى متسرع)
وَمن شعر ابْن حيوس
(رأى الله عدلك فِي خلقه ... فَأجرى على مَا تشَاء الْقدر)
(وَأَنَّك من معشر جَاوَزت ... مدى الْحسن أفعالهم والصور)
(وُجُوه تلوح فتخفى البدور ... وأيد تسح فتبدي الْبَدْر)
(مساع لقَوْمك مَا غادرت ... لمفتخر بعدهمْ مفتخر)
(تغض ربيعَة مِنْهَا الجفون ... وَلَوْلَا النَّبِي لغضت مُضر)
قلت أحسن ابْن حيوس فِي هَذَا كَمَا أَسَاءَ المعري فِي قَوْله
(باهت بمهرة عدناناً فَقلت لَهَا ... لَوْلَا الفصيصي كَانَ الْمجد فِي مُضر)
وَسبق أَبُو نواس إِلَى هَذِه الْإِسَاءَة فِي قَوْله
(كَيفَ لَا أَعْتَد من نفري ... من رَسُول الله من نفره)
وَلابْن حيوس أَبْيَات جمع فِيهَا فِي كل بَيت بِي الرثاء والمديح وَهِي
(فَللَّه ملك زين الدست ملكه ... وجاد الحيا ملكا تضمنه الْقَبْر)
(وَكُنَّا نظن الأَرْض تظلم بعده ... فَقُمْت مقَام الشَّمْس إِذْ أفل الْبَدْر)
(صَبرنَا على حكم الزَّمَان الَّذِي سَطَا ... على أَنه لولاك لم يكن الصَّبْر)
(غزانا ببؤسي لَا يفارقها الأسى ... تقارف نعمى لَا يقوم بهَا الشُّكْر)
)
(وَكَاد شعار الْخَوْف يثبت فِي العدى ... فَنَادَى شعار إِلَّا من يَا نصر يَا نصر)
مولد ابْن حيوس سنة أَربع وَتِسْعين وَثلث ماية بِدِمَشْق وَتُوفِّي بحلب فِي شعْبَان سنة ثلث وَسبعين وَأَرْبع ماية وَقيل سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَكَانَ أوحد زَمَانه فِي الفرايض واستخلف من قبيل الْحُكَّام على الفرايض والتزويجات