(أَنا للطائر سِجنٌ ... أقتني كلَّ مَليحِ)
(قُضُب البانِ ضلوعي ... وحمَامُ الأيكِ روحي)
وَذكرت أَيْضا مَا نظمته وَهُوَ مَا يكْتب على قدح ساذج
(كؤوس المُدام تحبُّ الصَّفَا ... فكنْ لتصاويرها مُبطِلا)
(ودعها سواذجَ من نقشها ... فأحسنُ مَا ذُهِّبت بالطِّلا)
نقلتُ من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ بِدِمَشْق فِي صبي جميل الصُّورَة حَبسه الْحَاكِم
(أَقاضي المسلمينَ حكمتَ حُكْماً ... أَتَى وجهُ الزَّمَان بهِ عَبُوسا)
(حبستَ على الدراهمِ ذَا جمالٍ ... وَلم تسجُنْهُ إذْ سلبَ النُّفوسا)
قَالَ وَكتب على يَدي إِلَى قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين بن الزكي يستقيله من مشارفة البيمارستان النوري وَكَانَ بوَّابُه يسمَّى السيِّد وَهُوَ فِي اللُّغَة الذِّئْب
(مولايَ مولايَ أجرني فقدْ ... أصبحتُ فِي دَار الأسى والحُتوفْ)
(وَلَيْسَ لي صبرٌ على منزلٍ ... بوَّابُهُ السيِّدُ وجَدّي خَروفْ)
)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ وَقد دَعَاهُ نجم الدّين بن اللُّهَيْب إِلَى طَعَامه فَلم يُجِبْهُ وَقَالَ
(ابنُ اللُّهَيْبِ دَعَاني ... دعاءَ غيرِ نبيهِ)
(إِن سرتُ يَوْمًا إِلَيْهِ ... فوالدي فِي أبيهِ)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِيهِ
(يَا ابنَ اللُّهَيْبِ جعلتَ مذهبَ مالكٍ ... يَدْعُو الأنامَ إِلَى أبيكَ ومالكِ)
(يبكي الهُدى مِلءَ الجفونِ وإِنَّما ... ضحكَ الفسادُ من الصلاحِ الهالكِ)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِيهِ
(لابنِ اللُّهَيْبِ مذهبٌ ... فِي كلِّ غَيٍّ قد ذهبْ)
(يَتْلُو الَّذِي يُبصرُهُ ... تَبَّتْ يدا أبي لهبْ)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ مَا كتبه إِلَى القَاضِي بهاء الدّين بن شدَّاد فِي طلب فَروة خراف
(بهاءَ الدينِ وَالدُّنْيَا ... ونورَ الْمجد والحَسَبِ)