وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَبعد ذَلِك بِدِمَشْق وَسَأَلته بحماة عَن مولده فَقَالَ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وست مائَة وأنشدني كثيرا من شعره وَمن أزجاله ونقلت من خطِّه لَهُ
(ومليحٍ عمَّه الحُسْ ... نُ بخالٍ مثلِ حظِّي)
(وَقع البحثُ عَلَيْهِ ... بَينه وَبَين لَفْظِي)
(قَالَ هَذَا خَال خدِّي ... قلت بل ابنُ أختِ لحظي)
)
ونقلتُ مِنْهُ لَهُ
(يَا مُرْقِصاً يَا مُطرباً غنَّى لنا ... أنعِمْ لإخوانِ الصَّفَا بِتَلاقِ)
(فَلَقَد رميتَ مقاتلَ الفرسانِ بِي ... نَ يديكَ عِنْد مصَارِع العشّاقِ)
ونقلت مِنْهُ وَالثَّانِي تَصْحِيف الأول
(شفائي وجنّاتي حبيبٌ بِسرْبهِ ... لَعوبٌ بمَرْجٍ تُفرجُ الباسَ شيمتُهْ)
(سقاني وحيّاني حَييتُ بشربةٍ ... لغوتُ بمَزْحٍ تُفرح الناسَ سيمَتُهْ)
ونقلتُ مِنْهُ لَهُ
(خدودٌ وأصداغٌ وقدٌّ ومقلةٌ ... وثغرٌ وأرياقٌ ولحنٌ ومُعرِبُ)
(وُرودٌ وسَوسانٌ وبانٌ ونرجسٌ ... وكأسٌ وجريالٌ وجَنْكٌ ومُطربُ)
ونقلتُ مِنْهُ لَهُ
(فُضُّوا كتابي واعذروا فأناملي ... مِنْهَا اليراعُ إِذا ذُكرتم يسقُطُ)
(والقلبُ يخفِقُ لاضطراب مفاصلي ... والخطُّ يُشْكِلُ والمدامعُ تنقُطُ)
ونقلتُ مِنْهُ لَهُ
(لَا تُنكروا حمرةَ خطِّي وَقد ... فارقتُ من أحباب قلبِي جموعْ)
(فإنني لما كتبتُ الَّذِي ... أرسلتُه رمَّلْتُه بالدموعْ)
ونقلت مِنْهُ لَهُ
(إنَّ الخراسانيَّ لمّا حوى ... حلاوةَ الإيمانِ من خوفِهِ)
(فضَّله الله على نِدِّهِ ... أما ترى قلبين فِي جوفِهِ)