وَيَقُول أَيْضا
(مَا من دعوتُ ولَبّاني بنائله ... كمن دعوتُ فَلم يسمع وَلم يُجِبِ)
(إنّي وجدت عليًّا إذْ نزلتُ بِهِ ... خيرا من الفضَّة الْبَيْضَاء والذهبِ)
وَفِيه يَقُول أَبُو هِفّان
(وقائلٍ إذْ رأى عزمي عَن الطَّلَبِ ... أتِهْتَ أم نِلْتَ مَا ترجو من النَّشَبِ)
(قلت ابنُ يحيى عليٌّ قد تكفَّل لي ... وصان عِرضي كصون الدِّين للحَسَبِ)
وَيَقُول يعقوبُ بن يزِيد التمّار
(يُذكي لزوّاره نَارا مضرَّمةً ... على يَفاعٍ وَلَا يُذكي على صَبَبِ)
(من فَارس الْخَيْر فِي أبياتِ مملكةٍ ... وَفِي الذوائب من جُرثومةِ الحَسَبِ)
وَيَقُول أَحْمد بن أبي طَاهِر
(لَهُ خلائقُ لم تُطبَع على طَبَعٍ ... ونائلٌ واصلتْ أسبابُه سَبَبي)
(كالغيث يعطيك بعد الرِّي واصلَه ... وَلَيْسَ يعطيك مَا يعطيك عَن طَلَبِ)
وَكَانَ الثَّلَاثَة قد اجْتَمعُوا عِنْده على الشَّرَاب فوصلهم وخلع عَلَيْهِم وَدخل عَلَيْهِ ابْنه هَارُون يَوْمًا فَقَالَ لَهُ يَا أَبَت رأيتُ فِي النّوم أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُعْتَمد وَهُوَ فِي دَاره على سَرِير إذْ بَصُرَ بِي فَقَالَ لي أقبل عليَّ يَا هَارُون يزْعم أَبوك أَنَّك تَقول الشّعْر فأنشدني طريد هَذَا الْبَيْت
(أسالت على الخدَّين دمعاً لَو أنَّهُ ... من الدُّرِّ عقد كَانَ ذخْرا من الذخر)
فَلم أرد عَلَيْهِ شَيْئا وانتبهتُ فزحف إِلَيْهِ أَبوهُ غَضبا وَقَالَ لَهُ وَيحك لِمَ لمْ تقل)
(فَلَمَّا دنا وَقت الْفِرَاق وَفِي الحشا ... لفرقتها لذع أحرُّ من الجمرِ)
وَلما مَاتَ قَالَ ابْن بسّام
(قد زرتُ قبرك يَا عليُّ مسلِّماً ... وَلَك الزيارةُ من أقلِّ الواجبِ)
(وَلَو استطعتُ حملتُ عَنْك ترابَه ... فلطالما عنّي حملتَ نَوائبي)
وَمن شعر عَليّ بن يحيى الْمَذْكُور يمدح المعتز