(تالله مَا هذي طباعك فِي الْهوى ... لَكِن حظوظٌ قُسِّمتْ فِي الناسِ)
فَأَنْشَدته لي أَيْضا
(يَا مَن تناسى ودادي بعد معرفةٍ ... وَقد غَدا طوعَ لُوَّامٍ وعُذَّالِ)
(مَا أنتَ أوَّلَ محبوبٍ ظفرتُ بِهِ ... من الزَّمَان فخابتْ فِيهِ آمالي)
فأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ
(هجرتْ عَزَّةٌ وزادت دلالا ... وتوارتْ إذْ زرتُها عَن عِياني)
(لَا تخافي إِذا الْتَقَيْنَا عتابا ... ذَاك حظِّي عرفتُه من زماني)
فنظمتُ فِي هَذِه الْمَادَّة
(إِن أتيتَ الْحمى فقُلْ لبدورٍ ... حبُّهم لذَّ لي وَإِن كَانَ آذَى)
(مَا لكم فِي البعاد وَالله ذنبٌ ... سوءُ حظِّي الَّذِي قضى لي بِهَذَا)
فأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ)
(قَالَ لي عاذلي تَسَلَّ إِلَى كم ... أنتَ تهوى وَذَاكَ بالهجر مُغرى)
(قلتُ أمَّا الجفا فَمن سوء حظِّي ... وسُلُوِّي فَلَا وَهَى وأنتَ أَدرى)
فقلتُ أَنا أَيْضا أَتُحْرِقُ أحشائي وتُجري مدامعيأَأَنتَ عدوٌّ أم تقولُ حبيبُ
(وَمَا أنتَ ممَّن خَان عهدَ محبِّه ... ولكنَّ حظِّي فِي الغرام عجيبُ)
وأنشدني لنَفسِهِ تخميس الأبيات السينيَّة الَّتِي بيني وَبَينه وَهُوَ
(كُفِّي عتابكِ قد جرى مَا قد كفى ... شفَّ الضَّنى جَسَدِي فصرتُ على شفا)
(تعدِينَ وصلا ثن تجتنبي الوفا ... إنِّي لأعجبُ من صدودكِ والجفا)
من بعدِ ذَاك القربِ والإيناسِ
(قد صرتُ أقنع بالخيال إِذا سرى ... فَعدا عليَّ الدهرُ إذْ سلب الْكرَى)
(هَا فاسْكتي لَا تُسعديه على الوَرَى ... حاشا شمائلكِ اللطيفةَ أَن تُرى)
عوناً عليَّ مَعَ الزَّمَان القاسي
(أم أنَّ عدلَك لَا يُزيل ظُلامتي ... وضِيا جبينِك لَا يردُّ ضلالتي)
(أَو حسنُ لفظك لَا يجيبُ مَقَالَتي ... أَو ثغرُك الصافي يردُّ حُشاشتي)