(أَنا أغْنى الأَنام فِيك لأنِّي ... طالما نلتُ من محيَّاك بَدْرَهْ)
(لَك خدٌّ يُخالُ صفحةَ بدرٍ ... كُسفتْ وَسْطَها من الخالِ زُهْرَهْ)
(وشذًى كلما تذكَّرتُ مِنْهُ ... نَشرَه كلن لي من الدمع نُشْرَهْ)
(يَا لذاك الجبينِ إذْ رحتُ مِنْهُ ... وثيابي بالدمعِ فِي الشمسِ عُصْرَهْ)
(ولذاك الرِّيق الَّذِي مُذْ حلا لي ... كم تجرَّعتُ مُرَّهُ مِنْهُ مَرَّهْ)
(ولذاك العذار إذْ زَان خدًّا ... صَار مِنْهُ للصبِّ ماءٌ وخُضْرَهْ)
(أَتَرَى رَقْمه بكفِّ عَلَاء ال ... دينِ لمَّا بدا وجرَّد سَطْرَهْ)
(قلمٌ فِي بنانه يَجْعَل الطِّر ... سَ مُحَيًّا وطُرَّةً فِيهِ غُرَّهْ)
(هِيَ كفٌّ لَو جفَّتِ الأَرضُ محلا ... لم تعُز من يراعه غيرَ مَطْرَهْ)
(لم يكن حارماً لمن حلب الرز ... قَ وَإِن جَاءَهُ حَماهُ المَعَرَّهْ)
(خلِّ سَمْعِي من قَوْلك ابْن هلالٍ ... بدرُ هَذَا أتمُّ فِي كلِّ نَظْرَهْ)
)
(ولأوضاعه حلاوَةُ معنى ... طالما أرْسلت من الْجُود قَطْرَهْ)
(لَيْسَ كتبٌ يخُطُّها قطُّ كتبا ... بل رياضٌ قد أينعتْ كلَّ زَهْرَهْ)
(تصدرُ الكتبُ فِي الممالك عَنهُ ... فتُسَرُّ القلوبُ مِنْهَا وتَكْرَهْ)
(فَهِيَ عِنْد الوليِّ أطواق جيدٍ ... وَهِي عِنْد العدوِّ تقصد نَحْرَهْ)
(وَإِذا مَا أَرَادَ نظمَ قَريضٍ ... قلتَ سحرًا أدارَ أم كأس خَمْرَهْ)
(بقوافٍ تمكَّنتْ واطمأنَّتْ ... لَا كمن جرَّها إِلَى البيتِ سُخْرَهْ)
(أَيْن لفظٌ يَأْتِي كنسمةِ روضٍ ... من مقالٍ يُلقي على القلبِ صَخْرَهْ)
(ذَاك فِي السّمع دُرَّةٌ وَأرى ذَا ... فِي الْقَفَا مثلهَا وَفِي الدالِ كَسْرَهْ)
(وحسودٍ يَقُول لَا أرضَ هَذَا ... قلتُ تيهاً يَا أسودَ الوجهِ بَعْرَهْ)
(أيُّها السيِّدُ المُمَجَّدُ حَالي ... بك حالٍ وَكَانَ من قبلُ عِبْرَهْ)
(إنَّ هَذَا الْكتاب بِاسْمِك لَمَّا ... صُغْتُه عظَّمَ البريَّةُ قَدْرَهْ)
(صُنهُ عَن جاهلٍ بِمَا قد حواهُ ... مَا ترى كلَّ ذرَّةٍ مِنْهُ دُرَّهْ)
(إنَّ عينا بالوجهِ مِنْك تَمَلَّتْ ... كَحَلَتْ جفنَها بمِيلِ المَسَرَّهْ)
(وفؤاداً لَا يمتلي بكَ حُبًّا ... رزقَ اللهُ ليله منكَ فَجْرَهْ)