وَمِنْه
(إِذا كَانَ عمري رَأس مَالِي فَمَا الَّذِي ... دَعَاني إِلَى تبذيره فِي التعلُّلِ)
(وَهل لي وَقد شارفت سِتِّينَ حِجَّةً ... سوى شرفٍ آتيه أَو تُربِ جَنْدَلِ)
(وَلَا خيرَ فِي وِردِ الزُّلالِ على الظما ... إِذا لم يكن نهرُ المجرَّةِ جَدْولي)
وَمِنْه
(مصاحبتي إيّاكما يَا ابْن لاجئٍ ... مصاحبةُ الخُصْيَيْنِ للأير فاعْلما)
(هما يحْملَانِ الأيرَ حتَّى إِذا بَدَت ... لَهُ فرصةٌ خلاّهما وتقدَّما)
وَأما قصيدته اللاميَّة الَّتِي رثى بهَا أهل الْقصر فإنَّها تقدَّمت كَامِلَة فِي تَرْجَمَة العاضد
وَكَانَ عمَارَة يَغُضُّ من المهذَّب والرشيد وَلَدي الزُّبير وَقيل إِنَّه كَانَ مِمَّن سعى فِي قَتلهمَا وَبَالغ فِيمَا أدّى إِلَى إتلافهما وتعرّض عمَارَة للمهذَّب أيّام رُزِّيك وَعَابَ شعره فَبلغ الْمُهَذّب ذَلِك فَقَالَ
(قولا لذا الشَّاعِر الْفَقِيه ألن ... تبدي مقالَ النصيح إِن سمعا)
)
(وَيحك لَا تُكْثِرَنَّ من قَوْلك ال ... شعرَ وتطويله فَمَا نفعا)
(أَنا بشعري على ركاكته ... فِي كلِّ يَوْمَيْنِ ألبس الخِلَعا)
(مُذْهبَةً تُذهبُ الهموم عَن ال ... قلب إِذا برقُ طرِزها لمعا)
(هَذَا وغيري على تداقُنِهِ ... لَو رام فِي النّوم خرقَة صُفِعا)
وَبلغ الْمُهَذّب أَيْضا أنَّ عمَارَة عَابَ دقَّةَ جِسْمه ونحافته فَقَالَ
(وَذي حُمُق عَابَ مني نُحو ... لَ جسمي وَلم يَغدُ لي مُنصفا)
(وَمَا علم النَّذْلُ أنَّ الجفا ... ءَ مَا زالَ قطُّ حليفَ الجفا)
(وَمَا يعدمُ المُخْطَفُ الجسمِ أَن ... يرقَّ طباعاً وَأَن يظرفا)
(وَلَو أنَّني مثله للصفاع ... خُلقتُ لكنتُ غليظَ الْقَفَا)
(وَمَا زَالَ مُذ قطُّ فضلُ البزا ... ةِ فِي أَن تخفَّ وَأَن تلطفا)