فَقَالَ أهل الْعَصْر فِيهِ
(يَا ابنَ العديمِ عدِمتَ كلَّ فضيلةٍ ... وغدوتَ تحملُ رايةَ الإدبارِ)
(مَا إِن رأيتُ وَلَا سمعتُ بِمِثْلِهَا ... تَيْسًا يلوذ بِصُحْبَة الجزَّارِ)
وَمن أمداح الجزًّار فِيهِ قَوْله
(سَرَّ الفؤادَ طيفه لمَّا سَرى ... فمرحباً مِنْهُ بِمَا أهْدى الْكرَى)
(وافى إليَّ زَائِرًا فليتَه ... حقَّقَ فِي اليقظةِ لي مَا زوَّرا)
(ظبيٌ إِذا مَا ماسَ لاحَ وَجهه ... رأيتَ غصناً بالهلالِ مُثمرا)
(وَإِن بدتْ طاعتُه فِي ليلةٍ ... من شَعْرِه رأيتَ لَيْلًا مُقمرا)
(كم ليلةٍ جنيتُ من عِذاره ... آساً وَمن خدَّيه وردا أحمرا)
مِنْهَا
(يَا سَاحر الأجفان رفقا بفتًى ... سلبتَ مِنْهُ عقله وَمَا درى)
(غريمُه الشوق وَقد أضحى من ال ... صَبر الْجَمِيل مذ نأيتَ مُعْسرا)
(أجريتَ من أدمعه مَا قد كفى ... يَكْفِيك من أدمعه مَا قد جرى)
(حُزْتَ الجمالَ مِثْلَمَا حَاز العلى ال ... مولى كَمَال الدّين من دون الوَرَى)
(شيَّدَ مجداً لَو أَرَادَ النجمُ أَن ... يدركَ بعضَ شأوِهِ لقَصَّرا)
(وَلَو رأى البدرُ الْمُنِير وَجهه ... هلَّل إجلالاً لَهُ وكبَّرا)
(يَا من أُرَجِّي مالَه وجاهَه ... هَذَا أَوَان النفعِ فافعل مَا ترى)
(لم ألقَ فِي ذَا الدهرِ مَن أَشْكُو لهُ ... ريبَ الزمانِ إذْ تعدَّى وافترى)
(وطالما حدَّثتُ نَفسِي بالغنى ... مِنْك وَمَا كَانَ حَدِيثا مفترى)
(ولستُ أختارُ كَرِيمًا بعْدهَا ... عَنْك وكلُّ الصَّيْدِ فِي جَوف الفَرا)
(فخاطبِ السلطانَ فيَّ مرَّةً ... وَاحِدَة من قبلِ تَلْقَى السّفرا)
(فَهُوَ أَبُو بكرٍ وَأَرْجُو أنَّه ... فِي كلِّ أمرٍ لم يخالفْ عُمَرا)
)
وَمن شعر الصاحب كَمَال الدّين رَحمَه الله تَعَالَى
(وأهيفَ معسولِ المراشفِ خِلْتُهُ ... وَفِي وجنتيه للمدامة عاصرُ)
(يُسيل إِلَى فِيه اللذيذِ مدامةً ... رحيقاً وَقد مرَّت عَلَيْهِ الأعاصر)