وَمِنْه وَقد خرج لقِتَال الْأَعَاجِم لأقلقلنّ العيس دامية الأخفاق من بلدٍ إِلَى بلد
(إِمَّا يُقَال مضى فأحرزها ... أَو لَا يُقَال مضى وَلم يعد)
قَالَ مَسْعُود بن عبد الله التيتاري اتّفق أَن المسترشد رأى فِيمَا يرى النَّائِم فِي الْأُسْبُوع الَّذِي اسْتشْهد فِيهِ كَأَن على يَده حمامة مطوقة فَأَتَاهُ آتٍ وَقَالَ خلاصك فِي هَذَا فَلَمَّا أصبح حكى لِابْنِ سكينَة الإِمَام مَا رَآهُ فَقَالَ مَا أولته يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ أولته بِبَيْت أبي تَمام الطَّائِي
(هن الْحمام فَإِن كست عيافةً ... من حائهنّ فهن حمام)
وخلاصي فِي حمامي وليت من يأتيني فيخلصني مِمَّا أَنا فِيهِ من الذل وَالْحَبْس فَقتل بعد الْمَنَام بأيام
وَكَانَ المسترشد قد خرج للإصلاح بَين السلاطين السلجوقية وَاخْتِلَاف الأجناد وَكَانَ مَعَه جمع كثير من الأتراك فغدر أَكْثَرهم لَهُ وَلَحِقُوا بالسلطان مَسْعُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه ثمَّ التقى الْجَمْعَانِ فَلم يَلْبَثُوا إِلَّا قَلِيلا وانهزموا عَن المستشرد وَقبض على المسترشد وعَلى خواصه وحملوا إِلَى قلعة بِقرب همذان وحبسوا بهَا وَكَانَ ذَلِك فِي شهر رَمَضَان وَبَقِي مَعَه إِلَى)
النّصْف من ذِي الْقعدَة وَحمل مَعَ مَسْعُود إِلَى مراغا وَأنزل بِنَاحِيَة من االمعسكر فَدخل عَلَيْهِ جمَاعَة من الباطنية من شرخ الْخَيْمَة وتعلقوا بِهِ وضربوه بالسكاكين فَوَقَعت الصَّيْحَة وَقتل مَعَه جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله ابْن سكينَة وَابْن الْجَزرِي وَخرج جمَاعَة منهزمين فتقلوا وأضرمت النَّار فيهم وَبقيت يَد أحدهم لم تحترق وَهِي خَارِجَة من النَّار مَضْمُومَة كلما ألقيت النَّار عَلَيْهَا لَا تحترق ففتحوا يَدعه فَإِذا هِيَ يَده وفيهَا شَعرَات من كريمته فَأَخذهَا السُّلْطَان مَسْعُود وَجعلهَا فِي تعويذ ذهب ثمَّ جلس السُّلْطَان للعزاء وَخرج الْخَادِم وَمَعَهُ الْمُصحف وَعَلِيهِ الدَّم إِلَى السُّلْطَان وَخرج أهل المراغة وَعَلَيْهِم المسوح وعَلى وُجُوههم الرماد الصغار والكبار وهم يستغيثون ودفنوه عِنْدهم فِي مدرسة أحمدك وَبَقِي العزاء بمراغة أَيَّامًا
وَخلف من الْأَوْلَاد أَبَا جَعْفَر منصوراً الراشد وَأَبا الْعَبَّاس أَحْمد وَأَبا الْقَاسِم عبد الله وَإِسْحَاق توفّي فِي حَيَاته ووزر لَهُ ربيب الدولة مُحَمَّد بن الْحُسَيْن نِيَابَة عَن أَبِيه وَأَبُو عَليّ بن صَدَقَة
وَعلي بن طراد وانو شرْوَان بن خَالِد وقضاته أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute