الجُمَحِي أَبُو خَليفَة كَانَ من رُوَاة الْأَخْبَار والأشعار والآداب والأنساب وَهُوَ ابْن أُخْت مُحَمَّد بن سَلام الجُمَحِي
توفّي بِالْبَصْرَةِ سنة خمس وثلاثمائة وَكَانَ أعمى وَولي الْقَضَاء بِالْبَصْرَةِ
روى عَن خَاله كتبه وَعَن غَيره
وَمن شعره
(شَيبَان والكبش حدثاني ... شَيْخَانِ بِاللَّه عالمان)
(قَالَا إِذا كنت فاطمياً ... فاصبر على نكبة الزَّمَان)
قلت الْكَبْش ابو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وشيبان هُوَ ابْن فروخ الأبلي)
وألقيت إِلَيْهِ رقْعَة فِيهَا
(قل للحكيم أبي خَليفَة ... يَا زين شيعَة أبي حنيفه)
(إِنِّي قصدتك للَّذي ... كاتمت من حذرٍ وخيفه)
(مَاذَا تَقول لطفلةٍ ... فِي الجسر منزلهَا شريفه)
(تصبو إِلَى زين الورى ... من غير مَا بأسٍ عفيفه)
فَقَرَأَ الرقعة ثمَّ كتب على ظهرهَا
(يَا من تَكَامل ظرفها ... حَال الْهوى حَال شريفه)
(إِن كنت صَادِقَة الَّذِي ... كاتمت من حذرٍ وخيفه)
فلك السَّعَادَة وَالشَّهَادَة وَالْجَلالَة يَا شريفه
(هَذَا النصاح بِعَيْنِه ... وَبِه يَقُول أَبُو حنيفه)
وَكَانَ أَبُو خَليفَة كثير اسْتِعْمَال السجع فِي كَلَامه وَكَانَ فِي الْبَصْرَة رجل يتحامق ويتشبه بِهِ يعرف بِأبي الرطل لَا يتَكَلَّم إِلَّا بالسجع هزلا كُله فَقدمت هَذَا الرجل امْرَأَته إِلَى أبي حنيفَة وَادعت عَلَيْهِ الزَّوْجِيَّة وَالصَّدَاق فَأقر بهما لَهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو خَليفَة أعْطهَا مهرهَا فَقَالَ أَبُو الرطل كَيفَ أعطيها مهرهَا وَلم تفلح مسحاتي نهرها فَقَالَ لَهُ أَبُو خَليفَة فأعطها نصف