للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الطّلبَة نَاصِر الدّين الدِّمَشْقِي روى عَن أبي بكر بن عبد الدايم والمطعم وَقَرَأَ الْكثير سَمِعت بقرَاءَته صَحِيح مُسلم عل الْبَنْدَنِيجِيّ الصُّوفِي وَغير ذَلِك وَكَانَ سريع الْقِرَاءَة فصيحها توفّي غَرِيبا فِي حماة)

وَلم يتكهل أَو بلغ الْأَرْبَعين سنة سبع وثلثين وَسبع ماية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين جيد التَّحْصِيل مليح التَّخْرِيج كثير الشُّيُوخ حسن الْقِرَاءَة ضَعَّفُوهُ من قبل الْعَدَالَة ثمَّ ترددنا فِي ذَلِك وتوقفنا فَالله يصلحه فَلَو قبل النصح فلح قلت لم يطعنوا عَلَيْهِ إِلَّا انه كَانَ إِذا قَرَأَ قلب الورقتين وَالثلث وَالله أعلم

الْأَعْظَم صَاحب الْهِنْد مُحَمَّد بن طغلق شاه السُّلْطَان الْأَعْظَم أَبُو الْمُجَاهِد صَاحب دهلي وساير مملكة الْهِنْد والسند ومكران والمعبر ويخطب لَهُ بمقدشوه وسرنديب وَكثير من الجزر البحرية ورث الْملك عَن أَبِيه طغاق شاه قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله وَكَانَ طغلق شاه تركياً من مماليك سلاطين الْهِنْد وَيُقَال إِنَّه عمل على أَبِيه حَتَّى قَتله قَالُوا وَصُورَة قَتله أَنه تَركه فِي خركاة وَقد بَدَت بِهِ عِلّة ثمَّ أَنه هاج عَلَيْهِ الفيلة حَتَّى أَتَى فيل مها على الخركاة فَحكمهَا وَأَلْقَاهَا عَلَيْهِ وَتَمَادَى فِي إِخْرَاجه حَتَّى أخرجه مَيتا لَا روح فِيهِ قَالَ وَمُحَمّد عنين لكَي كوي على صلبه أَوَان الحداثة لعِلَّة حصلت لَهُ وَهُوَ متمذهب للْإِمَام أبي حنيفَة يحفظ فِي الْمَذْهَب كتاب الْهِدَايَة وَقد شدا طرفا جيدا من الْحِكْمَة ويحضر مَجْلِسه الْفُقَهَاء للمناظرة بَين يَدَيْهِ ويجيز الجوايز السّنيَّة وَملكه ملك متسع جدا وَعَسْكَره كثير قَالَ ذكر الافتخار عبد الله دفتر خوان الْوَاصِل فِي الرسلية أَيَّام النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون أَن عسكره مبلغ تسع ماية ألف فَارس قَالَ وَفِي ذَلِك نظر إِنَّمَا الشايع أَنه يُقَارب الستماية ألف يجْرِي على كلهم ديوانه مِنْهُم الْفَارِس وَمِنْهُم الراجل والراجل أَكثر لقلَّة الْخَيل لِأَن بِلَادهمْ لَا تنْتج الْخَيل وتفسد مَا يجلب إِلَيْهَا من الْخَيل وَذكر أَن عِنْده ألفا وَسبع ماية فيل وَعِنْده عدد كثير من الْأَطِبَّاء والندماء وَالشعرَاء بِالْعَرَبِيَّةِ والفارسية الْهِنْدِيَّة وَعدد كثير من المغاني رجال وجواري ونعته فِي بِلَاده سُلْطَان الْعَالم اسكندر الثَّانِي خَليفَة الله فِي أرضه وَبِهَذَا يَدْعُو لَهُ الخطباء فِي ممالكه على المنابر والدعاة وَفِي بِلَاده معادن كَثِيرَة ويجاوره وه قراجل بِالْقَافِ وَالرَّاء وَالْألف وَالْجِيم وَاللَّام وَهُوَ جبل يُقَارب الْبَحْر الْمُحِيط الشَّرْقِي وَهِي بِلَاد كفار فِيهَا معادن الذَّهَب وَله عَلَيْهَا اتارة جزيلة إِلَى غير ذَلِك وَمِمَّا يُوجد فِي بعض بِلَاده من نفايس الْيَاقُوت والماس وَعين الهر والمسمى بالماذنبي قَالَ وَذكر لي الشَّيْخ مبارك نفايس الْيَاقُوت والماس وَعين الهر والمسمى بالماذنبي قَالَ وَذكر لي الشَّيْخ مبارك الأنبايتي وَكَانَ من كبار دولته ثمَّ تزهد أَن ابْن قَاضِي شيراز أَتَاهُ بكتب حكمِيَّة مِنْهَا كتاب الشِّفَاء لِابْنِ سيناء بِخَط ياقوت فِي مجلدة فَأَجَازَهُ عَنْهَا جايزة عَظِيمَة)

ثمَّ أَمر بإدخاله إِلَى خزاينه ليَأْخُذ مِنْهَا مَا يُرِيد فَأخذ مِنْهَا دِينَارا وَاحِدًا وَضعه فِي فَمه فَلَمَّا خرج ليقبل يَده قيل لَهُ مَا فعل وَأَنه لم يتَعَرَّض إِلَّا إِلَى دِينَار وَاحِد فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ أخذت حَتَّى امْتَلَأت وطلع هَذَا الدِّينَار من فمي فَضَحِك وَأَعْجَبهُ ذَلِك وَأَجَازَهُ بلك من الذَّهَب وَالْملك عبارَة عَمَّا يُقَارب المايتي ألف مِثْقَال وَسبعين ألف مِثْقَال بالمصري قَالَ ولحقه يبس مزاج من قبل السواداء انْتهى قلت وَمِمَّا يحْكى عَن كرمه

<<  <  ج: ص:  >  >>