للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

استرقاق)

وإعتاق وَفِي كل تَقْلِيد وتفويض وَفِي كل تَحْدِيد وتعويض وَفِي كل حمد وتقريض ولَايَة عَامَّة تَامَّة محمدة محكمَة منضدة منظمة لَا يعقبها نسخ من خلفهَا وَلَا من ين يَديهَا وَلَا يعتريها فسخ يطْرَأ عَلَيْهَا يزيدها مر الْأَيَّام جدة يعقبها حسن شباب وَلَا يَنْتَهِي على الأعوام والأحقاب نعم يَنْتَهِي إِلَى مَا نَصبه الله للإرشاد من سنة وَكتاب وَذَلِكَ من شرع الله أَقَامَهُ للهداة علما وَجعله إِلَى اخْتِيَار الثَّوَاب سلما

فَالْوَاجِب أَن يعْمل بجزئيات أمره وكلياته

وَأَن لَا يخرج أحدج عَن مقدماته وَالْعدْل فَهُوَ الْغَرْس المثمر والسحاب الممطر وَالرَّوْض المزهر وَبِه تتنزل البركات وتخلف الهبات وتربى الصَّدقَات وَبِه عمَارَة الأَرْض وَبِه تُؤَدّى السّنة وَالْفَرْض فَمن زرع الْعدْل اجتنى الْخَيْر وَمن أحسن كفي الضَّرَر والضير

وَالظُّلم فعاقبته وخيمة وَمَا يطول عمر الْملك إِلَّا بالمعدلة الرحيمة

والرعية فهم الْوَدِيعَة نعند أولي الْأَمر فَمَا يخْتَص بِحسن النّظر مِنْهُم زيد وَلَا عَمْرو

وَالْأَمْوَال فَهِيَ ذخائر الْعَاقِبَة والمآل وَالْوَاجِب أَن تُؤْخَذ بِحَقِّهَا وتنفق فِي مستحقها

وَالْجهَاد برا وبحراً فَمن كنَانَة الله تفوق سهامه وتؤرخ أَيَّامه وينتضى حسامه وتجري منشآته فِي الْبَحْر كالأعلام وتشر أَعْلَامه وَفِي عقر دَار الْحَرْب يحط ركابه ويخط كِتَابه وَترسل أرسانه وتجوس خلالها فرسانه فليلزم مِنْهُ ديدناً ويستصحب مِنْهُ فعلا حسنا

وجيوش الْإِسْلَام وكمته وأمراؤه وحماته فهم من قد علمت قدم هِجْرَة وَعظم نَصره وَشدَّة باس وَقُوَّة مراس وَمَا مِنْهُم إِلَّا من شهد الفتوحات والحروب وَأحسن فِي المحاماة عَن الدّين والدؤوب وهم بقايا الدول وتحايا الْمُلُوك الأول لَا سِيمَا أولي السَّعْي الناجح والرأي الرَّاجِح وَمن لَهُم نِسْبَة صالحية إِذا فَخَروا بهَا قيل لَهُم نعم السّلف الصَّالح فأوسعهم برا وَكن بهم برا وهم بِمَا يجب من خدمتك أعلم وَأَنت بِمَا يجب من حَقهم أدرى

والحصون والثغور فهم ذخائر الشدَّة وخزائن العديد وَالْعدة ومقاعد الْقِتَال وكنائن الرَّجَاء وَالرِّجَال فَأحْسن لَهَا التحصين وفوض أمرهَا إِلَى كل قوي أَمِين وَإِلَى كل ذِي دين متين وعقل رصين ونواب الممالك ونواب الْأَمْصَار فَأحْسن لَهُم الِاخْتِيَار وأجمل لَهُم الاختبار وتفقد لَهُم الْأَخْبَار

وَأما مَا سوى ذَلِك فَهُوَ دَاخل فِي حُدُود هَذِه الْوَصَايَا النافعة وَلَوْلَا أَن الله أمرنَا بالتذكير)

لكَانَتْ سجايا الْمقر الْأَشْرَف السلطاني الملكي المنصوري مكتفية بأنوار ألمعيته الساطعة وزمام كل صَلَاح يجب أَن يشغل بِهِ جَمِيع أوقاته هُوَ تقوى الله قَالَ الله تَعَالَى يَا ايها الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله حق تُقَاته

فَلْيَكُن ذَلِك نصب الْعين وغل الْقلب والشفتين وأعداء الدّين من أرمن وفرنج وتتار فأذقهم وبال أَمرهم فِي كل إِيرَاد للغزو وإصدار وثر لِأَن تَأْخُذ للخلفاء العباسيين وَلِجَمِيعِ

<<  <  ج: ص:  >  >>