كَانَ أكبر خَواص أستاذه زوجه السُّلْطَان ابْنَته وَهِي ثَانِيَة بت زَوجهَا السُّلْطَان بمماليكه وَدخل بهَا فِي سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة
وَكَانَ عرساً حافلاً احتفل بِهِ السُّلْطَان وَحمل الْأُمَرَاء التقادم إِلَيْهِ فَكَانَت جُمْلَتهَا خمسين ألف دِينَار وَحضر مَعَ الْجَمَاعَة الَّذين حَضَرُوا صُحْبَة بنت أزبك وَهُوَ ابْن أنَاس لَيْسَ بمملوك وَلكنه طلع إِلَى القلعة يَوْمًا مَعَ بعض تجار المماليك ليرى السُّلْطَان قَرِيبا فَرَآهُ فأعجبه فثقال لأي شَيْء مَا تبيعونني هَذَا قاولا مَا هُوَ مَمْلُوك فَقَالَ لَا بُد أَن أشتريه د فوزن مبلغ ثَمَانِيَة آلَاف دِرْهَم وجهزت إِلَى أَخِيه صوصون إِلَى الْبِلَاد
ثمَّ إِنَّه انتشا وَعظم وَأمره مائَة وَصَارَ أكبر الْخَواص بعد الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي
وَكَانَ ينافسه ويفخر عَلَيْهِ وَيَقُول أَنا مَا تنقلت من الإسطبلات إِلَى الطباق بل اشتراني السُّلْطَان وصرت خَاصّا بِهِ وَأَمرَنِي ثمَّ قدمني وزوجني ابْنَته
وَكَانَ السُّلْطَان يتنوع فِي الإنعام عَلَيْهِ قيل أَن السُّلْطَان دفع إِلَيْهِ مِفْتَاح الزردخاناه الَّتِي لبكتمر)
الساقي وَقيمتهَا سِتّمائَة ألف دِينَار
وَعمر جَامعا حسنا على بركَة الْفِيل وَعمر الخاقناه المليحة الْعَظِيمَة بالقرافة
وَلما مَاتَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر قَامَ هُوَ فِي صف ابي بكر الْمَنْصُور وَقَامَ بشتاك فِي صف أَحْمد النَّاصِر ثمَّ احتفلا وَفِي الآخر كَانَ الْأَمر مَا أَرَادَهُ قوصون وَجلسَ أَبُو بكر
ثمَّ إِنَّه وَقع فِي نَفسه إِمْسَاكه وإمساك غَيره من الْأُمَرَاء فَبلغ ذَلِك قوصون فَعمل عَلَيْهِ وخلعه وجهزه إِلَى قوص وأجلس الْأَشْرَف كجك أَخَاهُ على كرْسِي الْملك وَحلف النَّاس لَهُ وَصَارَ هُوَ نَائِبا لَهُ وجهز الفخري إِلَى الكرك يحاصر أَحْمد فتنفس عَلَيْهِ طشتمر فِي حلب فاستعان عَلَيْهِ بالطنبغا نَائِب دمشق فَتوجه إِلَيْهَا
لما خرج من دمشق خامر الفخري إِلَى قوصون وَحضر إِلَى دمشق وملكها على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة قطلوبغا الفخري ودعا لِأَحْمَد وأغرى العساكر والأمراء والرعايا بقوصون وَقَالَ هَذَا الْغَرِيب يدْخل بَيْننَا ويخلع ابْن أستاذنا ويقتله مَا نصبر على هَذَا
وَظهر الشناع على قوصون لما قتل أَبُو بكر فِي قوص وَكَانَ قد قتل جمَاعَة من الحرافيش وَقطع أَيْديهم ووسط جمَاعَة وسمرهم وَسمر جمَاعَة من الخدام وَسمر ولي الدولة الْكَاتِب وَغَيره وفنفرت الْقُلُوب مِنْهُ
وَأخذ الفخري يُكَاتب أُمَرَاء مصر عَلَيْهِ فتنكر لَهُ ايدغمش أَمِير آخور وعامل الخاصكية عَلَيْهِ فَاجْتمعُوا عِنْده وَأَقَامُوا ليلتهم عِنْده صُورَة فِي الظَّاهِر مَعَه وهم عَلَيْهِ فِي الْبَاطِن عُيُون
ونادى أيدغمش فِي النَّاس بِنَهْب إسطبل قوصون فثار الْعَوام والحرافيش وخربوا الإسطبل والخاقناه ونهبوهما ونهبوا بيُوت جماعته وَمن يَقُول بقوله وَهُوَ يرى من الشباك فَيَقُول يَا مُسلمين مَا تحفظوني هَذَا المَال إِمَّا أَن يكون لي أَو