(أيا جبلي نعْمَان بِاللَّه خليا ... سَبِيل الصِّبَا يخلص غلي نسيمها)
(أجد بردهَا أَو تشق مني حرارة ... على كبدٍ لم يبْق إِلَّا صميمها)
(فَإِن الصِّبَا ريحٌ إِذا مَا تنسمت ... على نفس مهمومٍ تجلت همومها)
وَمِنْه وَبِه سمي الْمَجْنُون
(يَقُول أنَاس عل مَجْنُون عامرٍ ... يروم سلواً قلت أَنى لما بيا)
(وَقد لامني فِي حب ليلى أقاربي ... أخي وَابْن عمي وَابْن خَالِي وخاليا)
(يَقُولُونَ ليلى أهل بَيت عداوةٍ ... بنفسي ليلى من عَدو وماليا)
(وَلَو كَانَ فِي ليلى شذى من خصومةٍ ... للويت أَعْنَاق الْخُصُوم الملاويا)
)
ويحكى أَنه لما قَالَ
(خليلي لَا وَالله لَا أملك الَّذِي ... قضى الله فِي ليلى وَلَا مَا قضى ليا)
(قَضَاهَا لغيري وابتلاني بحبها ... فَهَلا بشيءٍ غير ليلى ابتلانيا)
فسلب عقله وبرص
وَمن شعره
(جرى السَّيْل فاستبكاني السَّيْل إِذْ جرى ... وفاضت لَهُ من مقلتي غرُوب)
(وَمَا ذَاك إِلَّا حِين أيقنت أَنه ... يمر بوادٍ أَنْت مِنْهُ قريب)
(يكون أجاجاً دونكم فَإِذا انْتهى ... إِلَيْكُم تلقى نشركم فيطيب)
(أظل غرب الدَّار فِي رض عامرٍ ... أَلا كل مهجور هُنَاكَ غَرِيب)
(وَإِن الْكَثِيب الْفَرد من أَيمن الْحمى ... إِلَيّ وَإِن لم آته لحبيب)
(وَلَا خير فِي الدُّنْيَا إِذا أَنْت لم تزر ... حبيباً وَلم يطرب إِلَيْك حبيب)
وَمِنْه
(وأدنيتني حَتَّى إِذا مَا سبيتني ... بقولٍ يحط العصم سهل الأباطح)
(تناءيت عني حِين لَا لي حيلةٌ ... وخلفت مَا خلفت بَين الجوانح)