إِلَى أَن أنشدته قصيدتي الَّتِي مِنْهَا
(وَلما صَار ود النَّاس خباً ... جزيت على ابتسامٍ بابتسام)
(وصرت أَشك فِي من أصطفيه ... لعلمي أَنه بعض الْأَنَام)
قَالَ فَمَا ضحك بعْدهَا فِي وَجْهي إِلَى أَن تفرقنا فعجبت من فطنته وذكائه
ولبي الطّيب فِيهِ الأهاجي المؤلمة مثل قَوْله
(مَا كنت أحسبني أَحْيَا إِلَى زمنٍِ ... يسيء بِي فِيهِ كلب وَهُوَ مَحْمُود)
(وَأَن ذَا السود المثقوب مشفره ... تُطِيعهُ ذِي الغضاريط الرعاديد)
)
(أكلما اغتال عبد السوء سَيّده ... أَو خانه فَلهُ فِي مصر تمهيد)
(نَامَتْ نواطير مصرٍ عَن ثعالبها ... وَقد بشمن فَمَا تفنى العناقيد)
(العَبْد لَيْسَ لحر صالحٍ بأخٍ ... لَو أَنه فِي ثِيَاب الْخَزّ مَوْلُود)
(لَا تشتر العَبْد إِلَّا والعصا مَعَه ... إِن العبيد لأنجاس مناكيد)
(من علم الْأسود المخصي مكرمةٍ ... أقومه الْبيض أم آباؤه الصَّيْد)
(أم أُذُنه فِي يَد النخاس داميةً ... أم قدره وَهُوَ بالفلسين مَرْدُود)
(من كل رخو وكاء الْبَطن منفتق ... لَا فِي الرِّجَال وَلَا النسوان مَعْدُود)
(مَا يقبض الْمَوْت نفسا م نُفُوسهم ... إِلَّا وَفِي يَده م نتنها عود)
(أولى اللئام كوفير بمعذرةٍ ... فِي كل لؤم وَبَعض الْعذر تفنيد)
(وَذَاكَ أَن الفحول الْبيض عاجزةٌ ... عَن الْجَمِيل فَكيف الخصية السود)
وَمثل قَوْله أَيْضا
(من أَيَّة الطّرق يَأْتِي مثلك الْكَرم ... أَيْن المحاجم يَا كافور والجلم)
(لَا شَيْء أقبح من فحلٍ لَهُ ذكر ... تقوده أمةٌ لَيست لَهَا رحم)
وَله فِيهِ غير ذَلِك
وَمن قصائده الطنانات فِيهِ قَوْله
(عَدوك مذمومٌ بِكُل لسانٍ ... وَلَو كَانَ من أعدائك القمران)