للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ

(مَا زَالَ يخدَعُ قلبَه حَتَّى هفا ... برق يهُزّ الجوَّ مِنْهُ مرهفا)

(أَعشَى عيونَ الشُّهب حَتَّى لم يدَع ... طرفا لَهَا إِلَّا قضَى أَن يطرفا)

(وألاح فِيهَا يستطيرُ كشاربٍ ... نشوَانَ رشَّ على الحديقة قَرقَفا)

(وكأنما وافَى الظلام بعَزله ... فَتَلا عَلَيْهِ من الصَّباح ملطفا)

(حَتَّى إِذا سَطَعَ الضياءُ وأشبهتْ ... فِي لُجةٍ حَبباً طفا ثمَّ انطفا)

(خَجِلَتْ خدود الزَّهر عَنهُ بروضة ... غيداء قلّدها نداه وشَنَّفا)

(أجْرى النسيمُ بجانبَي ميدانها ... طِرفاً وجرّ على رُباها مُطرَفا)

(وأغرَّ كفّ الْوَصْل غُربّ جِماحه ... من بعدِ مَا هجر المتَّيم مَا كفى)

(كلفتُ بدرَ التمّ مثل جماله ... وظلمته فَلِذَا تبدّا أَكلفا)

(أَنا والمدامُ بكفه وجفونه ... مَا شئتَ سَمِّ من الثَّلَاثَة مُدنفا)

(أضحى يَحِنُّ ويَرجَحنُّ وإنّ من ... أحلى الحُلى متعطِّفا مُتعطِّفا)

(هَل كنتُ أسلو والخيانة شَأنُه ... أَيكُون ذَلِك حِين فاءَ إِلَى الوفا)

)

وَقَالَ

(كم مقلةٍ للشقيق والغَضّ رمداءِ ... إنسانها سابحٌ فِي دمع أنداءِ)

(وَكم ثغور أَقاحٍ فِي مراشِفها ... رُضابُ طائفةٍ بالرِّيّ وطفاء)

(فَمَا اعتذارك عَن عذراء جامحةٍ ... لاحتْ كَمَا لامستها راحةُ المَاء)

(نضَتْ عَلَيْهَا حُسامَ الْمجد فامتنعَت ... بلامةٍ للحباب الجمّ حصداء)

(أما تَرَى الصبحَ يخفَى فِي دُجُنَّتِه ... كَأَنَّمَا هُوَ سَقطٌ بَين أحشاء)

(والطيرُ فِي عذباتِ الدَوح ساجعةٌ ... تَطابقَ اللّحن بَين الْعود والناي)

(وَقد تضمَّخ ذيل الرّيح حِين سَرت ... بعاطرٍ من شذى غيداء غَناء)

(فَحَيِّ فِي الكأسِ كِسرَى تُحيِ رِمتّه ... بِروح راحٍ سرت فِي جسم سرّاء)

(وعُذْ بمعجز آيَات المُدامة من ... نوافثِ السِحر فِي أجفانِ حَوراء)

(فَمَا الفصاحةُ إلاّ ماتُكرِّره ... مَبازل الدَنّ من تَرْجِيع فأفاء)

(يُديرها فاتن الألحاظ فاترُها ... صَاح مُعَربد أعضاءٍ وأعضاء)

(ومحسنٍ حسنٍ ألقتْ إِلَى يَده ... أعنّةُ الحبّ طَوْعًا كل سَوْدَاء)

(ناهيكَ من شادنٍ شادٍ تَغارُ على ... أُذن المُصيخ إِلَيْهِ مقلة الرَّائِي)

<<  <  ج: ص:  >  >>