(سفرتْ فأبدَت بدر تمٍّ طالعاً ... لَك فِي ليالٍ للغدائر جون)
(وبكت فأبقَت فِي عقيقِ خدودها ... آثارَ لؤلؤِ دمعها الْمكنون)
وَقَالَ)
(سَرت وجبينُ الجو بالطل يرشَح ... وثوب الغوادي بالبروق موشّحُ)
(فقابلتُ من أسماطها الزَهرَ تُجتلى ... وقبلتُ من أمراطها الزهر ينفح)
(بِحَيْثُ الرُبى تخضل والدّوح ينثني ... ودمعُ الحَيا يَنهل وَالطير تصدَح)
(وَفِي طيّ أبراد النسيم خميلةٌ ... بأعطافها نَورُ المُنى يتفتح)
(تُضاحكُ فِي مَسرى العواطفِ عارضاً ... مدامعه فِي وجنة الرَّوْض تسفح)
(وتورى بِهِ كفُّ الضيا زندَ بارقٍ ... شرارتُه فِي فَحْمَة اللَّيْل تقدح)
(تَفَرَّسَ مِنْهُ الْبَدْر فِي متنِ أشقرٍ ... يُلاعب عِطفَيه النسيم فيرمح)
(على حِين أوراق الصَبا الغض نَضرةٌ ... ووُرق التصابي بالصبابة تُفصِح)
وَقَالَ
(سَافر إِذا حاولت قَدرَا ... سَار الهِلالُ فَصَارَ بَدْرًا)
(وَالْمَاء يكْسب مَا جرى ... طِيباً ويخبُث مَا استقرا)
(وبِنقلة الدُّرَر النَّفْي ... سة بُدلت بالبحر نَحرا)
(وَصلا إِذا امتدت يدا ... ك فَإِن هما حَلَتا فهَجرا)
(فالبدرُ أنْفق نوره ... لما بدا ثمَّ استسرا)
(زِد رِفعةً إِن قيل أت ... رَبَ وانخفِض إِن قيل أثرى)
(فالغضنُ يدنو مَا اكتسى ... ثمرا ويسمو مَا تعرى)
(حركاتِ عيسِكَ إِن أرد ... ت مِهادَ َعيشِك أَن تقرا)
(فالمهدُ أسكنُ للصغي ... ر بِحَيْثُ جَاءَ بِهِ ومرّا)
وَقَالَ
(بعينَه سُكري لَا بكأسِ عُقارِه ... رَشاً صَاد آسادَ الشَرَى بنفارِه)
(فيا حبذا خمرُ الفتور يُديرها ... على وَرد خدِّيه وآس عذاره)
(سقاني فَلَمَّا أَن تملكني الْهوى ... ثنى معطفيه عَن صريعِ خِماره)
(فللبدر مَا يُبديه فَوق لثامه ... وللغصن مَا يُخفيه تحتَ إزَاره)
(تضيءُ بروقُ الْبيض دون اجتلائه ... وتهوي نُجُوم السمر دون اهتصاره)