(هبَّ النسيم وهبّ الريمُ فاشتركا ... فِي نكهةٍ من نسيم الرَّوْضَة العَبِق)
(واسترقَصَتنيَ كاسترقاصِ حامِلها ... مُخضَرَّة الوُرق فِي مُخضَرَّةِ الوَرَق)
(وبتُّ بالكاس أغْنى الناسِ كلهم ... فالخمرُ من عسجدٍ والماءُ من وَرِق)
(كم وُرِّدت وَجَناتُ الصِرف فِي قدحٍ ... فتحتُ بالمزج مَا تعلوه من حَدَق)
(يسْعَى بهَا رَشأٌ عَيناهُ مُذ رمقَت ... لم يبْق فيَّ وَلَا فِيهَا سوى الرَمَق)
(حبابُها وأحاديثي ومبسِمُه ... ثلاثةٌ كلهَا من لُؤْلُؤ نسَق)
(حَتَّى إِذا أخذت مِنا بسَورتها ... مآخذَ النّوم من أجفانِ ذِي أرَق)
(رَكِبتُ فِيهِ بِحاراً من عجائبها ... أنِّي سلِمتُ وَمَا أَدْرِي من الغَرَق)
(وَلم أزل فِي ارتشافي مِنْهُ ريقَ فَم ... أطفأتُ فِي بَردِه مشبوبةَ الحُرق)
(يَا سَاكن الْقلب عَمَّا قد رميتُ بِهِ ... من ساكِنِ الْقلب مَعَ مَا فِيهِ من قَلَق)
(لَا تعجَبَنَّ لكل الجِسم كَيفَ مضى ... وَإِنَّمَا أعجب لبعضِ الْجِسْم كَيفَ بقى)
(لم اسْترق بمنامي وصلَ طيفِهم ... فَمَا لَهُ صَار مَقْطُوعًا على السَرَق)
(وَلَا اجتلى الطرفُ بَرقاً من مبَاسمهم ... فَمَا لَهُ مثل صوبِ العارضِ الغدق)
(فِي الْهِنْد قد قيل أسياف الْحَدِيد وَلَو ... لَا هِنْد مَا قيل أسياف من الحَدَق)
(نَسِيت مَا تحتَ تفتيرِ الجُفونِ أما ... خُلوقةُ الجفن إِثْر الصارم الدلق)
(وَبت بالجزعِ فِي أَثَرهم جَزِعاً ... إِن جردَ البَرقُ إيماضاً على البُرق)
(فِي نارِ وَجديَ معنى تلهبهِ ... وَفِي فُؤَادِي مَا فِيهِ من الوَلَق)
وَقَالَ
(لَا أشربُ الراحَ إِلَّا ... مَا بَين شادٍ وشادن)
(وَإِن فَنِيتُ فعندي ... إِلَى معادٍ معادن)
(قُم يَا نديمي فأنصِتْ ... وَاللَّيْل داجٍ لداجن)
(غنَّى وناح فَنزع ... تُ ثوبَ خاشٍ مخاشِن)
(طاوع على العَزف والقص ... ف كلّ حاسٍ وحاسن)
)
(وانهض بطيشك عَن سح ... ت ذِي وقارٍ وقارن)
(أثورُ من ذِي وَمن ذَا ... فِي كل غابٍ وغابن)
(وَإِن رمتني اللَّيَالِي ... يَوْمًا بِداهٍ اُداهِن)