(وَكَانَ الصديقُ يزور الصديقَ ... لشرب المُدام وعَزف القيانِ)
(فَصَارَ الصديقَ يزور الصّديق ... لبثِّ الهموم وشَكوَى الزَّمَان)
وَقَالَ
(أستودِعُ اللهَ أحباباً حُسِدتُ بهم ... غَابُوا وَمَا زودوني غير تثريبِ)
(بانوا وَلم يقضِ زيدٌ وَطَراً ... وَلَا انقضَت حاجةٌ فِي نفس يَعْقُوب)
وَقَالَ
(شكَوتُ إِلَى إلفي سُهادي وعَبرتي ... وَقلت احمرارُ العَين يُخبر عَن وَجدي)
)
(فَقَالَ مُحالٌ مَا ادعيتَ وَإِنَّمَا ... سَرَقتَ بعينيكَ التورُّدَ من خدّي)
وَقَالَ
(عبدُك أمرضتَه فعُده ... أَمِتهُ إِن لم تكن تُرِده)
(قد ذاب لَو فتشت عَلَيْهِ ... يداك فِي الفَرش لم تَجدهُ)
قلت كَذَا وجدت الأول وَهُوَ لحن وَالْأولَى أَن يكون أمته إِن كنتَ لم ترده وَقَالَ
(رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيبِ ... فَكَانَا هلالين عِنْد النَظَرْ)
(فَلم أدرِ من حَيرتي فيهمَا ... هلالَ الدُّجى من هِلَال البَشَر)
(فلولا التوردُ فِي الوجنتين ... وَمَا راعني من سَواد الشّعر)
(لكنتُ أظنُّ الهلالَ الحبيبَ ... وكنتُ أظنّ الحبيبَ القَمَر)
وَقَالَ
(حُب عليّ بن أبي طالبٍ ... دلَالَة باطنةٌ ظاهِره)
(تُخبِر عَن مُبغِضِه أَنه ... نُطفةُ رِجسٍ فِي حَشا عاهِرَه)
وَقَالَ
(أخداك وردٌ أم ثناياك جَوهرُ ... وصُدغاك مِسكٌ أم عِذارُك عَنبَرُ)
(وأقمرتَ يَا بدرَ الملاحةِ كلهَا ... فَمَا ضرّنا الْبَدْر الَّذِي لَيْسَ يقمر)
(وَمَا نَظَرت عَيْني إِلَى الشَّمْس سَاعَة ... من الدَّهْر إِلَّا خِلتُها لَك تَنظر)
(وَمَا دمعتي تِلْكَ الَّتِي قد تحدّرت ... وَلكنهَا وَدقٌ غَدَتْ تتحدّر)
وَقَالَ
(لَهفي على تِلْكَ المحا ... سنّ والمَحَاجِر فِي المَعاجرْ)