(جاءَ الغَرامُ وَهَذَا الْحسن فِي قَرنٍ ... والغيثُ يَهمي وَنور الدّين فِي طَلَق)
وَقَالَ
(باتَت مُعانِقَتي وَلَكِن فِي الكَرى ... أَتُرى دَرَى ذاكَ الرَّقيبُ بِمَا جَرى)
(ونَعم دَرى لَمَّا رأى فِي بُردَتي ... رَدعاً وشمَّ مِن الثِّيابِ العَنبَرا)
(طيفٌ تخطَّى الهولَ حتَّى يَشتري ... بيتَ الحَشَا وَقد اشتَرى وَقد اجتَرا)
(مَا زارَ إِلَاّ فِي نَهارِ جَبينهِ ... فأقولُ سَار وَلَا أقولُ لَهُ سَرى)
(بأَبي وأُمي من حَلَمتُ بذكرها ... لما انتبهتُ ومُذ رَقَدتُ تَفَسَّرا)
(عُلِّقتُها بيضاءَ سمراءَ اللَّمى ... أَسمعتَ فِي الدُّنيا بأَبيضَ أَسمَرا)
(ومِن العَجَائِب أَنَّ ماءَ رُضابِها ... حُلوٌ ويُخرج حِين تبسِمُ جَوهَرا)
(إِني لأَعشَقُها وَمَا أَبصَرتُها ... فالشَّمسُ يمنعُ نورَها أَن تُبصرا)
(أيَروعني فِي كُلِّ وقتٍ نهدُها ... فغذا اعتنقنا خِفتُ أَن يتكسرا)
(أَشْكُو إِليها رِقَّتي لِترقَّ لي ... فَتَقول تطمَع بِي وَأَنت كَمَا تَرى)
(وَإِذا بكيتُ دَمًا تقولُ شمت بِي ... يومَ النَّوى فصبغتَ دمعَك أحمَرا)
(من شاءَ يمنحها الغَرامَ فدونَه ... هَذي خَلائِقُها بِتَخْيِير الشَّرا)
(يَا من لَهَا من الحسِ عبلةُ عبدةٌ ... رقّي عليَّ فليسَ قلبِي عنترا)
(غادَرتِنِي والصَّبرُ مشدودُ الوِكا ... وغدرتِ بِي والدَّمعُ محلولُ العُرا)
)
(وَجعلت قلبِي بالهمومِ مُزمَّلاً ... إِذْ كَانَ طرفك بالفتورِ مُدثَّرا)
(وَفتحت أَبْوَاب السُّهادِ لناظري ... وَجعلت ليلِي بالهموم مُسمَّرا)
(فَمَتَى أَقولُ جوانحي بك قد هَدت ... ومدامِعي رجَعت عَلَيْك إِلى وَرا)
وَقَالَ
(يَا ليلةَ الوصلِ بَل ليلةَ العُمُر ... أَحسنتِ إلَاّ إِلَى المشتاق فِي القِصَرِ)
(يَا ليتَ زيد بِحكم الوصلِ فيكِ لَهُ ... مَا طوّل الهجرُ من أيَّامه الأُخَر)
(أوليتَ نَجمَكِ لم تُعقَل ركائبهُ ... أَوليتَ صُبحِكِ لم يَقدَم من السَّفَر)
(أَو ليتَ لم يَصفُ فِيك الشَّرقُ من عَبَسٍ ... فَذَلِك الصَّفوُ عِنْدِي غَايَةُ الكَدَر)
(أَو ليتَ كُلاًّ من الشَّرقين مَا ابتَسما ... أَوليتَ كُلاًّ من النَّسرين لم يَطِر)
(أَو لَيْت كنتِ كَمَا قَد قَالَ بعضُهُمُ ... ليلَ الضريرِ فَصُبحي غيرُ مُنتَظَر)
(أَو ليتَ حُطَّ على الأفلاكِ قاطبةً ... همِّي عليكِ فَلم تَنهَض وَلم تَسر)