(كاللَّيلِ إِلَّا أَنَّه لما دَجا ... والمسكِ إِلا أَنَّه لمّا نَفَح)
(قبَّلتُه وقَبِلتُ أَمرَ صبَابتِي ... ونصحتُ نَفسِي فِي قطيعةِ من نَصَح)
(ورشَفتُ ريقَتَه على رَغم الطِّلا ... من كأسِ مَرشَفه على رغم القَدَح)
(ورقيقةِ الخَصرين كلٌّ مِنْهُمَا ... بسقَامه لَا بِالوشَاحِ قَد اتَّشَح)
(فِي لحظِها السِّحر الحلالُ قد استَحى ... وبخدِّها الوردُ الجنيُّ قد انفتَح)
(عضَّت أَنامِلَها عليَّ تَدلُّلاً ... فأرَت رضيعَ الطَّلعِ مَع طَفلِ البَلَح)
(ثُغرٌ يُريك الأَحوانَ بِهِ شفى ... وقتَ الظهيرةِ أَو يُريك بِهِ قَلَح)
(لِي سُبحَةٌ من جَوهَرِ فِي ثغرِها ... فَفَضَلتُ سائرَ من يُسَبِّح بالسُّبَح)
(لِمَ لَا تُصالِحُ قُبلَتي يَا خدَّها ... والماءُ فِيك مَعَ اللهيبِ قَد اصطلَح)
(كم يَعذِلون ولستُ أَسمعُ منهمُ ... فأَنا وهم مثلُ ألأصمِّ مَعَ الأّبَح)
(ليسَ العَذول عليكَ إِنساناً هَذَى ... إِنَّ العذولَ عليكَ كلبٌ قد نَبَح)
)
(وَلَقَد سألتُ القلبَ بعض تَصبُّرٍ ... يَسخو عليَّ بِهِ فشحَّ وَمَا رَشح)
(لم تُعِده بالبُخلِ إِذْ سكنت بِهِ ... فَلَطالَما سَمَحت وقَلبي مَا سَمَح)
(بَعُدَت عليَّ فضَاق صَدري بَعدها ... وذكَرتُ عَود أَبي عَلِيٍّ فانشَرح)
وَقَالَ فِي مليح مرض
(حَكَيتَ جِسمي نُحولاً ... فَهَل تَعَشَّقتَ حُسنَك)
(وَكَانَ جَفنُك مُضنىً ... فصرتَ كلُّكَ جَفنَك)
(وزادك السُقمُ حُسنا ... واللهِ إِنَّك إِنَّك)
وَقَالَ فِي بادَهنج
(وبادهنجٍ علا بِناءً ... لكنه قد هَوَى هواءَ)
(دَامَ عليلُ النسيمِ فِيهِ ... كَأَنَّهُ يطلبُ الدَّوَاء)
وَقَالَ
(بَدَت لِيَ ثوبٍ كوَجهي أصفرٍ ... عَلَته بمنديلٍ كقلبي أسودِ)
(فأبصر مِنْهَا الطرفُ مردودَ عسجَدِ ... على طَرَف مِنْهُ بَقِيَّة إثمد)
وَقَالَ يذُمُّ خالا
(يَا من غَدَتْ تختال من خالها ... وخالُها يقْضِي بتهجينها)
(كإنّما خدّك تُفاحَةٌ ... وخالها نُقطَة تَعْيِينهَا)