(إنّ امْرُؤ الْقَيْس الَّذِي ... هام بِذَات الْمحمل)
(كَانَ شفَاه عَبرةٌ ... وعَبرةٌ تصلُح لي)
وَكَانَ ابْن جكينا قد عمِي فِي آخر عمره وَجَرت بَينهمَا منافرة فِي أَمر واشتهى مصالحته فَكتب إِلَيْهِ
(وَإِذا شِئتَ أَن تصالح بشّا ... ر بن بُردٍ فاطرَح عَلَيْهِ أباهُ)
فسيّر إِلَيْهِ بُرداً وَله مَعَه وقائع وحكايات وَبَين ابْن التلميذ مُجاراتٌ ومُحاوراتٌ وَمن شعره ابْن التلميذ
(جُودُه كالطبيب فِينَا يداوي ... سوءَ أحوالنا بحسنِ الصنيعِ)
(فَهُوَ كالمومِيا إِذا انْكَسَرَ العَظ ... مُ ومِثل التِرياق للملسوع)
وَقَالَ فِي وَلَده سعيد)
(حُبي سعيدا جوهرٌ ثابتٌ ... وحُبُّه لي عَرَض زائلُ)
(بِهِ جهاتي الستُّ مشغولةٌ ... وَهُوَ إِلَى غَيْرِي بهَا مائل)
وَقَالَ أَيْضا
(تقسَّم قلبِي فِي محبَّة معشرٍ ... بِكُل فَتى مِنْهُم هَوايَ منوطُ)
(كأنّ فُؤَادِي مركزٌ وهمُ لَهُ ... مُحيطٌ وأهوائي إِلَيْهِ خطوط)
وَكَانَ دَائِما يؤنّب وَلَده بِهَذَا الْبَيْت
(والوقتُ أنفَسُ مَا عيِنتُ بِهِ ... وَأرَاهُ أشهَلُ مَا عليكَ يَضِيع)
وَيُقَال إِن الْبَيْتَيْنِ قبل هَذَا لأبي عَليّ المهندس الْمصْرِيّ وَقَالَ ابْن التلميذ
(تَعِسَ القياسُ فللغَرام قضيةٌ ... لَيست على نهج الحِجَى تنقادُ)
(مِنْهَا بَقَاء الشوقِ وَهُوَ بزَعمهم ... عَرَضٌ وتَفَنى دُونه الأجسادُ)
وَيُقَال إنَّهُمَا لِابْنِ الدّهان نَاصح الدّين وَلابْن التلميذ
(أكثرتَ حَسوَ البَيض حتّ ... ى يستقيمُ قيامُ أيرِك)
(مَالا يقومُ بِبَيضتَي ... ك فَلَا يقوم ببيضِ غيرِك)
وَله أَيْضا
(بزجاجتين قطعتُ عمري ... وَعَلَيْهِمَا عوّلتُ دهري)
(بزُجاجة مُلِئتْ بحِبرٍ ... وزجاجةٍ مُلِئت بِخَمْر)
(فبذي أُثبِّتُ حِكمتي ... وبذي أُزيلُ هُمومَ صَدْرِي)