(أدخلت رَأسك فِي الْحرم ... وَعلمت أَنَّك تنهزم)
(يَا بحتريُّ حَذارِ وَيْح ... ك مِن قُضا قِضةٍ ضُغُم)
)
(فَلَقَد أَسَلتَ بوادِيي ... كَ من الهِجا سَيلَ العَرِم)
(وَالله حِلفةَ صادقٍ ... وبقبرِ أحمدَ والحرَم)
(وبحقّ جعفرٍ الإما ... مِ ابنِ الإِمَام المعتَصِم)
(لأصيِّرنَّك شُهرةً ... بَين المَسيل إِلَى العَلَم)
(فبأيّ عِرضٍ تعتصِم ... وبِهَتكِهِ جَفّ القَلَم)
(حيَّ الطلول بِذِي سلَم ... حَيْثُ الأراكةُ والخِيَم)
(يَا ابنَ الثقيلةِ والثقي ... لِ على قُلُوب ذَوِي النِّعَم)
(وعَلى الصَّغِير مَعَ الكبي ... ر مَعَ المَوالي والحَشَم)
(فِي أَي سَلح ترتطِم ... وبأيّ كفٍّ تلتقِم)
(إِذْ رَحلُ أُختك للعَجَم ... وفراشُ أمك للظُّلَم)
(وَبَنَات دَارك حانةٌ ... فِي بَيته يُؤتَى الحَكَم)
قَالَ فَخرج مُغضباً وَأَنا أصيح بِهِ
(أدخلت رَأسك فِي الْحرم ... وعلمتَ أَنَّك تنهَزِم)
والمتوكل يضْحك ويصفِّق حَتَّى غَابَ عَنهُ وَأمر لي بالصلة الَّتِي كَانَت أعِدَّت لَهُ وَلما قُتِل المتَوَكل قَالَ أَبُو العَنبَس
(يَا وَحشَةَ الدُّنْيَا على جعفرٍ ... على الْهمام الْملك الْأَزْهَر)
(على قَتِيل من بني هاشمٍ ... بَين سَرِير الْملك والمِنبَر)
(واللهِ رَبُّ الْبَيْت والمَشعَر ... وَالله أَن لَو قُتِل البحتري)
(لثار بِالشَّام لَهُ ثائرٌ ... فِي ألف نَغلٍ من بني عَضجَرِ)
(يقدمُهم كلُّ أخي ذِلّةٍ ... على حِمارٍ دابرٍ أَعور)
فشاعت حَتَّى وصلت إِلَى البحتري فَضَحِك وَقَالَ هَذَا الأحمق يرى أَنِّي أُجيبهُ عَن مثل هَذَا وَلَو عَاشَ امْرُؤ الْقَيْس وَقَالَ هَذَا لم أجبه وَقَالَ البحتري قصيدةً يرثي بهَا الْعَلَاء بنَ صاعد من جُمْلَتهَا
(وَلم أر كالدنيا حَلِيلَة وامق ... محبٍّ مَتى تحسُن لعينيه تَطلُقِ)