للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السُّلْطَان كَأَنَّك تَقول مَا يطيب لي هَذَا الْمَكَان وَهُوَ خَالِي من خَالِي

وَكَانَ جمَاعَة يلقبون بأسماء الطُّيُور ويجتمعون فِي مَكَان فِيهِ لأغراضهم فَقَالَ الْجَمَاعَة يَنْبَغِي أَن نسمي هَذَا الْمَكَان الدوحة لِأَن الطُّيُور تأوي إِلَيْهَا ثمَّ قَالُوا لَا بل يَنْبَغِي أَن يُسمى الأيكة فَقَالَ السُّلْطَان إِنَّمَا عدلت عَن الدوحة إِلَى الأيكة ليقال {كذب أَصْحَاب الأيكة} الشُّعَرَاء ٢٦ / ١٧٦

قَالَ ابْن العديم كَانَ ذَات لَيْلَة فِي سَماع وَكَأَنَّهُ استطاب ذَلِك وتفكر فِي نعْمَة الله عَلَيْهِ فَسَمعته وَهُوَ يَقُول {رب أوزعني أَن أَشك نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ وعَلى وَالِدي وَأَن أعمل صَالحا ترضاه} الْأَحْقَاف ٤٦ / ١٥ وَكَانَ فِي يَدي بعض الْجَمَاعَة شمعة وَسقط الشمعدان فِي تِلْكَ الْحَالة وَسمعت لَهُ رنة فَسَمعته يَقُول // (من المديد) //

(وَلها من نَفسهَا طرب ... فَلهَذَا يرقص الحبب)

وَأخْبر مرّة أَن الْمُسلمين أخذُوا صيدا وَأَن الفرنج ألقوا نُفُوسهم فِي الْبَحْر لِئَلَّا يقتلُوا ويؤسروا فَقَالَ السُّلْطَان {مِمَّا خطيئاتهم أُغرِقوا فأدخلوا نَارا فَلم يَجدوا لَهُم من دون الله أنصارا} نوح ٧١ / ٢٥

وَحضر إِلَيْهِ شخص يُقَال لَهُ ابْن اللهيب وَمَعَهُ ولد لَهُ صَغِير سريع الْحَرَكَة كثير الحدة فَقَالَ بعض الْجَمَاعَة هَذَا الصَّغِير كَأَنَّهُ شرارة وَكَانَ قد حضر على يَدي الصَّغِير تحف غَرِيبَة فَقَالَ السُّلْطَان // (من المجتث) //

(ابْن اللهيب أَتَانَا ... بِكُل معنى غَرِيب)

(وَلَيْسَ ذَا بعجيب ... شرارة من لهيب)

قَالَ ابْن العديم وأنشدني لنَفسِهِ // (من الْكَامِل) //

(الْبَدْر يجنح للغروب ومهجتي ... لفراق مشبهه أسى تتقطع)

(وَالشرب قد خلط النعاس جفونهم ... وَالصُّبْح من جلبابه يتطلع)

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ // (من مجزوء الرجز) //

(الْيَوْم يَوْم الأربعا ... فِيهِ نطيب المرتعا)

(يَا صَاحِبي أما ترى ... شَمل المنى قد جمعا)

(وَقد حوى مَجْلِسنَا ... جلّ السرُور أجمعا)

(فَقُمْ بِنَا نشربها ... ثَلَاثَة وأربعا)

(من كف سَاق أهيف ... شَبيه بدر طلعا)

<<  <  ج: ص:  >  >>