للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الدّين ابْن خلكان فَعَزله بِالْقَاضِي عز الدّين فباشر الْقَضَاء سنة تسع وَسِتِّينَ فظهرت مِنْهُ نهضة وشهامة وَقيام فِي الْحق وردء الْبَاطِل حفظ الْأَوْقَات وأموال الْأَيْتَام والشراف وأحبه النَّاس وأبغضه كل مريب وَكَانَ ينطوي على ديانَة وورع وَخَوف من الله تَعَالَى وَمَعْرِفَة بِالْأَحْكَامِ وَلكنه لَهُ بادرة من التوبيخ والمحاققة واطراح الروساء الَّذين يدْخلُونَ فِي الْعَدَالَة بالجاه فتعصبوا عَلَيْهِ وتتبعوا غلطاته وَتغَير الصاحب عَلَيْهِ وَلم يُمكنهُ عَزله لِأَنَّهُ شكرمنه وَبَالغ فِي وَصفه عِنْد السُّلْطَان ودام فِي الْقَضَاء إِلَى أولى سنة سبع وَسبعين فعزل وأعيد ابْن خلطان وَفَرح بعزله خلق وَبَقِي على تدريس العذراوية فَلَمَّا قدم السُّلْطَان لغزوة حمص سنة ثَمَانِينَ أَعَادَهُ إِلَى الْقَضَاء فَعَاد إِلَى عَادَته من إِقَامَة الشَّرْع وَإِسْقَاط الشُّهُود المطعون فيهم والغض من الْأَعْيَان فسعوا فِيهِ وأتقنوا قَضيته فَلَمَّا قدم السُّلْطَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سعوا فِيهَا وجاءه رَسُول إِلَى الْجَامِع وَقد جَاءَ لصَلَاة الْجُمُعَة فَأَخذه الأفرعي فَقَالَ لَهُ المشد بدر الدّين الأقرعي أَمر السُّلْطَان أَن تجْلِس فِي مَسْجِد الخيالة فَفعل وَلم يُمكن من صَلَاة الْجُمُعَة وَأثبت عَلَيْهِ محْضر عِنْد تَاج الدّين عبد الْقَادِر السنجاري بحلب بمبلغ ماية ألف دِينَار من جِهَة الشّرف ابْن الاسكاف كَاتب الْخَادِم ريحَان الخليفتي ثمَّ نبغ آخر وَزعم أَن عِنْده حياصة مجوهرة وعصابة بِقِيمَة خَمْسَة وَعشْرين ألف دِينَار كَانَت عِنْد الْعِمَاد ابْن محيي الدّين بن الْعَرَبِيّ للْملك الصَّالح اسمعيل صَاحب حمص ثمَّ قَالُوا إِن نَاصِر الدّين ابْن ملك الْأُمَرَاء عز الدّين أيدمر أودع عِنْده مبلغا كثيرا وَجَرت لَهُ أُمُور وَعقد لَهُ مجْلِس وَنكل بعض الْغُرَمَاء وَرجع بعض الشُّهُود وَعلم بطلَان ذَلِك وَأَن ابْن السنجاري عدوه وَلم يثبت عَلَيْهِ شَيْء فَأمر السُّلْطَان بِإِطْلَاقِهِ مكرماً وَنزل من القلعة إِلَى شيخ دَار الحَدِيث وَعطف إِلَى ملك الْأُمَرَاء حسام الدّين لاجين وَسلم عَلَيْهِ بدار السَّعَادَة ثمَّ مضى إِلَى دَار القَاضِي بهاء الدّين ابْن الزكي الَّذِي ولي مَكَانَهُ بعده وَسلم عَلَيْهِ وَأقَام بمنزله بدرب النقاضة وطلع بعد أَيَّام إِلَى بستانه بحميص وَبِه مَاتَ سنة ثلث وَثَمَانِينَ)

وست ماية وَكَانَ لَا يفصح بالراء

<<  <  ج: ص:  >  >>