(وقلب إِذا هَب النسيم يمليه اش ... تياقاً إِلَى أوطان من لَا يوده)
(غزال غزتني بِالسِّهَامِ لحاظه ... وبالسيف جفناه وبالرمح قده)
(يحاكي مَنَامِي فِي التناقص عطفه ... وَيُشبه سقمي فِي التزايد صده)
(أثار بقلبي النَّار سحر بطرفه ... وخد بخدي موطن الدمع خَدّه)
(يقوى مدى الْأَيَّام مِيثَاق هجره ... وينقض فِي كل الْأَحَايِين عَهده)
)
(تبدى وَقد أرْخى ذوايبه على ... قبَاء لَهُ فِي الخصر أحكم شده)
(فشدت عهود الوجد مذحل شعره ... وحلت عُقُود الصَّبْر مذ شدّ بنده)
(لَئِن شبهوا بالشمس والبدر وَجهه ... فنور حَبِيبِي لَا كسوف يردهُ)
(وَإِن شبهوا بالنرجس الغض طرفه ... فَهَذَا قِيَاس لَيْسَ يخفى مرده)
(وَإِن شبهوا بالورد حمرَة خَدّه ... فَخدَّ حَبِيبِي لَيْسَ يذبل ورده)
(وَإِن شبهوا بالخمرة الصّرْف رِيقه ... فَمَا عقلوا من أَيْن للخمر برده)
(يلومونني إِذْ هَمت فِيهِ صبَابَة ... وَمَا حِيلَة الصب الَّذِي غَابَ رشده)
وَقلت من قصيدة مودعاً لبَعض الأكابر
(وداع دنا للصب مِنْهُ عَذَاب ... وَبَين عَسى يدني نَوَاه إياب)
(وقلب على جمر الغضا متقلب ... وطرف يروي الخد مِنْهُ سَحَاب)
(وَوجد أناخت بالبواد ركايب ... لَهُ حِين زمت للحبيب ركاب)
(رعى الله سَادَات تدانى رحيلهم ... ولاحت لَهُم يَوْم الْفِرَاق قباب)
(ففودي ودمعي ذَاك عَاد شبابه ... مشيباً وَهَذَا بالدماء يشاب)
(وَكَانَ انقلاب اللَّيْل صبحاً مُوَافقا ... مني كن لي أَن الْبيَاض خضاب)
(وليلي ونومي ذَاك طَال لبعدهم ... وَذَا طَار إِذْ بالبين طَار غراب)
(وجسمي وعقلي ذَاك يفنى صبَابَة ... عَلَيْهِم وَهَذَا بالخبال يصاب)
(وفكري وصبري ذَاك ترداد وَصله ... وَهَذَا لَهُ عني نوى وَذَهَاب)
(لَئِن رحلوا بالجسم عَنَّا وقوضوا ... فَإِن لَهُم منا الْقُلُوب صِحَاب)
(وَإِن جانبونا واستقلوا فعندنا ... نداهم لنا مِنْهُ جنى وجناب)
(وَإِن تقلوا عَن مصر للشام دَارهم ... فَإِن انْتِقَال الْبَدْر لَيْسَ يعاب)
(وَإِن أوحشت مصر فأنس جميلهم ... لَهَا من تدانيه قرى وقراب)
وَمِنْهَا فِي الْمَدْح
(لقد ضم كل الْفضل فِي ضمن فَضله ... كَمَا ضمت العلياء مِنْهُ ثِيَاب)