(وَلَقَد أَتَيْتُك والنجوم رواصد ... وَالْفَجْر وهم فِي ضمير الْمشرق)
(وَركبت للأهوال كل عَظِيمَة ... شوقاً إِلَيْك لَعَلَّنَا أَن نَلْتَقِي)
قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب قَوْله وَالْفَجْر وهم فِي ضمير الْمشرق فِي غَايَة الْحسن مِمَّا سمح بِهِ الخاطر اتِّفَاقًا سَابق الْكَمَال إسرافاً وإشراقاً وتذكرت قَول أبي يعلى ابْن الهبرية الشريف فِي معنى الصُّبْح وإبطايه
(كم لَيْلَة بت مطوياً على حرق ... أَشْكُو إِلَى النَّجْم حَتَّى كَاد يشكوني)
(وَالصُّبْح قد مطل الشرق الْعُيُون بِهِ ... كَأَنَّهُ حَاجَة فِي نفس مِسْكين)
وَأورد الْعِمَاد للْقَاضِي كَمَال الدّين أَيْضا
(أنيخا جمالي بأبوابها ... وحطا بهَا بَين خطابها)
(وقولا لخمارها لَا تبع ... سواي فَإِنِّي أولى بهَا)
(فَإنَّا أنَاس نسوم المدام ... بأموالها وبألبابها)
وَأورد لَهُ أَيْضا قواه
(سبينَا الجاشرية للبرايا ... وعلمناهم الرطل الكبيرا)
(وأكببنا نعب على البواطي ... وعطلنا الأداوة والمديرا)
وَأورد لَهُ أَيْضا
(قلت لَهُ إِذْ رَآهُ حَيا ... ولامه واعتدى جدالا)
(خَفِي نحولاً عَن المنايا ... أعرض عَن حجتي وَقَالا)
(الطيف كَيفَ اهْتَدَى إِلَيْهِ ... قلت خيالاً لَقِي خيالا)
وَكتب إِلَى وَلَده محيي الدّين وَهُوَ بحلب
(عِنْدِي كتايب أشواق أجهزها ... إِلَى جنابك إِلَّا أَنَّهَا كتب)
(ولي أَحَادِيث من نَفسِي أسر بهَا ... إِذا ذكرتك إِلَّا أَنَّهَا كذب)
وَلما كبر وَضعف كَانَ ينشد فِي كل وَقت قَول ابْن أبي الصَّقْر الوَاسِطِيّ
(يَا رب لَا تحيني إِلَى زمن ... أكون فِيهِ كلا على أحد)
)
(خُذ بيَدي قبل أَن أَقُول لمن ... أَلْقَاهُ عِنْد الْقيام خُذ بيَدي)
وَقد تقدم ذكر وَلَده محيي الدّين مُحَمَّد