(أساوي بَين أتراك وروم ... وفقد أحبة ورفاق شعيا)
قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَقد سبقه الْوَزير المغربي إِلَى هَذَا الْمَعْنى لما تَغَيَّرت عَلَيْهِ الوزارة وتغرب وَكَانَ مَعَه غُلَام يُقَال لَهُ داهر فَقَالَ
(كفى حزنا أَنِّي مُقيم ببلدة ... يعللني بعد الْأَحِبَّة داهر)
(يحدثني مِمَّا يجمع عقله ... أَحَادِيث مِنْهَا مُسْتَقِيم وَجَابِر)
وَقَالَ أُسَامَة بن منقذ لما بليت بفرقة الْأَهْل كتبت إِلَى أخي استطرد بغلامي أبي الْمجد والوزير المغربي اللَّذين ذكراهما
(أَصبَحت بعْدك يَا شَقِيق النَّفس فِي ... بَحر من الْهم المبرح زاخر)
(متفرداً بالهم من لي سَاعَة ... برفاق شعيا أَو علالة داهر)
وَمن شعر القَاضِي أبي الْمجد
(مَا زَالَ يخدع قلبِي سحر مقلته ... ويستقيد لَهُ حَتَّى تملكه)
(وَإِن يَوْمًا أرَاهُ فِيهِ أَحْسبهُ ... أسر يَوْمًا من الدُّنْيَا وأبركه)
وَمِنْه
(وَيَوْم دجن خانته أنجمه ... فِي الصحو والغيم فَهُوَ مُشْتَرك)
(كَأَنَّمَا الشَّمْس والرذاذ مَعًا ... فِيهِ بكاء يشوبه ضحك)
وَمِنْه
(إِذا جانبت مقتدراً عَلَيْهَا ... كباير مَا جنت كف الأثيم)
(فَلَا تستكثري لممي فَإِنِّي ... سأقدم فِي الْحساب على كريم)
أَبُو الْفرج ابْن رَئِيس الرؤساء مُحَمَّد بن عبد الله بن هبة بن المظفر بن رَئِيس الرؤساء أبي الْقسم عَليّ بن الْمسلمَة أَبُو الْفرج وَزِير الْعرَاق سمع وروى كَانَ أَولا أستاذ دَار المقتفى)
والمستنجد ووزر للمستضيء وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وإكرام للْعُلَمَاء عزل من الوزارة ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا وَخرج من بَيته حَاجا فَضَربهُ أحد الباطنية على بَاب قطفتا أَربع ضربات فَحمل إِلَى دَاره وَلم يسمع مِنْهُ إِلَّا الله وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس ماية
ابْن الْجد مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى بن فرج بن الْجد أَبُو بكر الفِهري الاشبيلي الْحَافِظ الْفَقِيه أَصله من لبلة بِالْبَاء الْمُوَحدَة سمع أَبَا الْحسن ابْن الْأَخْضَر وَبحث عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ وَأخذ عَنهُ اللُّغَات توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية أورد لَهُ ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة قطعا من رسايله ونظمه فَمن شعره مَا كتبه إِلَى الْوَزير ابْن القصيرة
(سألقى بِحَدّ الصَّبْر صم خطوبه ... وَإِن صِيغ فِيهَا الشيب من حدق النبل)
مِنْهَا