قَاضِي الْقُضَاة ابْن الحريري الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي الْحسن اقضي الْقُضَاة شيخ الْمَذْهَب شمس الدّين ابْن صفي الدّين الْأنْصَارِيّ الْحَنَفِيّ ابْن الحريري الدِّمَشْقِي
ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وتفقه وبرع وَحفظ الْهِدَايَة وَغَيرهَا وَأفْتى ودرس وتميز مَعَ الْوَقار والسمت والأوراد وَحسن الْهَدْي وَالْبزَّة والهيبة وانطلاق الْعبارَة
وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَابْن عَطاء وَالْجمال ابْن الصَّيْرَفِي والقطب ابْن أبي عصرون وَجَمَاعَة ودرس بأماكن ثمَّ ولي الْقَضَاء بِدِمَشْق مُدَّة وَطلب إِلَى الديار المصرية وَولي بهَا الْقَضَاء وَكَانَ صَارِمًا قوالاً بِالْحَقِّ حميد الْأَحْكَام قَلِيل الْمثل متين الدّيانَة انتقدوا عَلَيْهِ أموراً من تَعْظِيم نَفسه
توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَطلب القَاضِي برهَان الدّين ابْن قَاضِي الْحصن مَكَانَهُ بإشارته
أَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس أَن المصريين لم يعدوا على القَاضِي شمس الدّين ابْن الحريري أَنه ارتشى فِي حُكُومَة وَيُقَال أَنه كَانَ لَهُ قلم للعلامة وقلم للتوقيع وَله أَشْيَاء من مُرَاعَاة الْإِعْرَاب فِي لَفظه حَتَّى مَعَ النِّسَاء فِي بَيته
شرف الدّين النهاوندي قَاضِي صفد مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي بكر القَاضِي شرف الدّين ابْن القَاضِي جلال الدّين النهاوندي)
تولى الْقَضَاء بصفد مَرَّات عزل أَولا بِفَتْح الدّين القليوبي بَعْدَمَا طلب إِلَى مصر وحنا عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن صصرى وولاه قَضَاء عجلون ثمَّ قَضَاء نابلس ثمَّ قَضَاء طرابلس ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء صفد بعد القَاضِي حسام الدّين القرمي ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس ثمَّ أُعِيد إِلَى صفد بعد القَاضِي جمال الدّين عبد القاهر التبريزي ثمَّ إِن تنكز نَائِب الشَّام تغير عَلَيْهِ فَعَزله بِالْقَاضِي شمس الدّين الخضري فَأَقَامَ بصفد بطالاً فِي بَيته نَحوا من أَربع سِنِين ثمَّ توجه إِلَى مصر وَنزل عِنْد الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي نَائِب صفد وَتُوفِّي هُنَاكَ فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَولي أَيَّام نِيَابَة كراي بِدِمَشْق نظر الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَكَانَ عقله المعيشي جيدا يداخل نواب السلطنة ويتحد بهم وَكَانَ فِيهِ كرم وَحسن عشرَة ومفاكهة حَدِيث
وجيه الدّين ابْن المنجا مُحَمَّد بن عُثْمَان الإِمَام الرئيس شيخ الأكابر وجيه الدّين ابو الْمَعَالِي شيخ الْحَنَابِلَة ابْن المنجا التنوخي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَلَاثِينَ وتووفي سنة إِحْدَى وَسبع مائَة
وَسمع من ابْن اللتي حضوراً وَمن جَعْفَر الْهَمدَانِي ومكرم وَسَالم بن صصرى وَحضر ابْن المقير وَحمل عَنهُ جمَاعَة ودرس بالمسمارية وَكَانَ صَدرا مُحْتَرما دينا محباً للْأَخْبَار صَاحب أَمْلَاك ومتاجر وبر وأوقاف أنشأ دَارا لِلْقُرْآنِ بِدِمَشْق ورباطاً بالقدس وَعمل نَاظر الْجَامِع الْأمَوِي تَبَرعا وَكَانَ مَعَ سَعَة ثروته مقتصداً فِي ملبوسه
وَتُوفِّي بدار الْقُرْآن فِي شعْبَان فِي التَّارِيخ الْمُقدم