ابْن الْقُوطِيَّة اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز ابو بكر ابْن الْقُوطِيَّة هِيَ جدة أبي جده وَهِي سارة بنت الْمُنْذر من بَنَات الْمُلُوك الْقُوطِيَّة الَّذين بإقليم الأندلس من ذُرِّيَّة قوم بن حامبالقاف والطاء الْمُهْملَة الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ
سمع بقرطبة من طَاهِر بن عبد الْعَزِيز وَأبي الْوَلِيد الْأَعْرَج وَمُحَمّد بن عبد الْوَهَّاب بن مغيث وَغَيرهم وَسمع بإشبيلية من مُحَمَّد بن عبد الله الزبيدِيّ وَسَعِيد بن جَابر وَغَيرهمَا
وَكَانَ عَلامَة زَمَانه فِي اللُّغَة والعربية حَافِظًا للْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأَخْبَار لَا يلْحق شأوه وَلَا يشق غباره وَكَانَ مضطلعاً بأخبار الأندلس مَلِيًّا بِرِوَايَة سير أمرائها وأحوال فقهائها وأدبائها وشعرائها يملي ذَلِك عَن ظهر قلب وَكَانَت كتب اللُّغَة أَكثر مَا تملى عَلَيْهِ وَلم يكن بالضابط لرِوَايَة الحَدِيث وَلَا الْفِقْه وَلَا كَانَت لَهُ أصُول يرجع إِلَيْهَا وَكَانَ الَّذِي يسمع عَلَيْهِ من ذَلِك إِنَّمَا يحمل على الْمَعْنى لَا على اللَّفْظ وَكَثِيرًا مَا يقْرَأ عَلَيْهِ من ذَلِك للتصحيح لَا للرواية
وصنف كتبا مفيدة مِنْهَا كتاب تصاريف الْأَفْعَال وَهُوَ الَّذِي فتح الْبَاب فجَاء من بعده ابْن طريف وَابْن القطاع وأفعال الْحمار هِيَ أَجود مَا فِي هَذَا الْبَاب وصنف تَارِيخا للأندلس وَله الْمَقْصُور والممدود جمع فِيهِ فأوعى حَتَّى أعجز من يَأْتِي بعده وفَاق فِيهِ على من تقدمه
وَكَانَ ابو عَليّ القالي يعظمه كثيرا وَكَانَ ناسكاً عابداً تزهد أخيراًص عَن نظم الشّعْر قَالَ أَبُو يحيى بن هُذَيْل التَّمِيمِي تَوَجَّهت إِلَى ضيعتي يَوْمًا بسفح جبل قرطبة فصادفت ابْن الْقُوطِيَّة صادراً عَنْهَا وَكَانَت لَهُ هُنَاكَ ضَيْعَة فَقلت لَهُ
(من أَيْن أَقبلت يَا من لَا شَبيه لَهُ ... وَمن هُوَ الشَّمْس وَالدُّنْيَا لَهُ فلك)
فَقَالَ
(من منزلٍ يعجب النساك خلوته ... وَفِيه سترٌ عَن الفتاك إِن فتكوا)
وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة
وَمن شعر ابْن الْقُوطِيَّة
(ضحك الثرى وبدا لَك استبشاره ... واخضر شَاربه وطر عذاره)
(ورنت حدائقه وآزر نبته ... وتعطرت أنواره وثماره)
)
(واهتز ذابل كل مَاء قرارة ... لما أَتَى متطلعاً آذاره)
(وتعممت صلع الرِّبَا بنباتها ... وترنمت من عجمةٍ أطياره)
كاك الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن طَاهِر أَبُو بكر الْمُقْرِئ