ومروءة وَعَلِيهِ سكينَة وهيبة وَفِيه صدق وإخلاص وَتمسك بالسنن وَله قبُول عَظِيم ومحبة فِي الْقُلُوب عرض الدولة عَلَيْهِ راتباً على زاويته فَامْتنعَ ووقف عَلَيْهَا بعض التُّجَّار بعض قَرْيَة وَجمع سيرة لجده وَكَانَ لَهُ حَظّ من تعبد وتجهد وكرم وَانْقِطَاع عَن النَّاس قل أَن ترى الْعُيُون مثله
توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة وَدفن بزاويته بسفح قاسيون وَله ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة
البانياسي مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر البانياسي
شَاب ذكي متيقظ قَرَأَ القرآات وبرع فِيهَا وَقَرَأَ الْفِقْه والعربية وَله شعر أَفَادَ فِي القرآات
وَمَات صَغِيرا وَلم تطلع لَهُ لحية وَلَا بلغ الْعشْرين ووفاته سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة وَمن شعره
ابْن رشيد السبتي مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن إِدْرِيس بن سعيد بن مَسْعُود بن حسن بن عمر بن مُحَمَّد بن رشيد أَبُو عبد الله الفِهري السبتي
أَخذ الْعَرَبيَّة عنابن أبي الرّبيع ونظرائه واحتفل فِي صغره بالأدبيات وبرع فِيهَا وروى البُخَارِيّ عَن عبد الْعَزِيز الغافقي قِرَاءَة من لَفظه
وارتحل إِلَى فاس واشتغل بِالْمذهبِ وَرجع إِلَى سبته وتصدر لإقراء الْفِقْه خَاصَّة وتأدب مَعَ أشياخه أَن يقرئ غَيره ثمَّ ارتحل إِلَى تونس واشتغل بالأصلين على ابْن زيتون ثمَّ رَحل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَحج سنة خمس وَثَمَانِينَ وجاور بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَنزل مصر
وَله مصنفات كَثِيرَة مِنْهَا الرحلة الشرقية أَربع مجلدات وفهرست مشايخه والمقدمة الْمعرفَة فِي علو الْمسَافَة وَالصّفة والصراط السوي فِي اتِّصَال سَماع جَامع التِّرْمِذِيّ وإفادة النصيح فِي مَشْهُور رُوَاة الصَّحِيح وجزء فِيهِ مسأله العنعنة والمحاكمة بَين الْإِمَامَيْنِ وإيضاح الْمذَاهب فِي تعْيين من ينْطَلق عَلَيْهِ اسْم الصاحب وجزء فِيهِ حكم رُؤْيَة هِلَال شَوَّال ورمضان وتلخيص كتاب القوانين فِي النَّحْو وَشرح جُزْء التَّجْنِيس لحلزم بن حَازِم الإشبيلي وَحكم الِاسْتِعَارَة وَغير ذَلِك من الْخطب والقصائد النَّبَوِيَّة والمقطعات البديعة
وَكَانَ ارتحاله إِلَى سبته فِي حُدُود سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة
أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ قدم الْمَذْكُور علينا بِالْقَاهِرَةِ حَاجا وَسمع مَعنا)
الحَدِيث وعني بِهِ وَكَانَ قد بحث سِيبَوَيْهٍ على الْأُسْتَاذ أبي الْحُسَيْن ابْن أبي الرّبيع وَلما توجه إِلَى الْحَج صُحْبَة أبي عبد الله ابْن الْحَكِيم اتّفق أَن السُّلْطَان أَبَا عبد الله ابْن السُّلْطَان أبي عبد الله بن الْأَحْمَر استوزر ابْن الْحَكِيم فولى ابْن رشيد الْإِمَامَة وَالْخطْبَة بِجَامِع غرناطة وَلما قتل الْوَزير أخرج أهل غرناطة ابْن رشيد إِلَى العدوة فَأحْسن إِلَيْهِ العدوة ابو سعيد عُثْمَان بن السُّلْطَان أبي يُوسُف يَعْقُوب بن عبد الْحق وَبَقِي فِي إيالته إِلَى أَن توفّي ابْن رشيد وَكَانَ فَاضلا سرياً حسن الْأَخْلَاق سَأَلته أَن يكْتب لي من شعره وَكَانَ مِمَّن