(لِأَنَّك فِي زمنٍ دهره ... كيومٍ ودولته ساعتان)
الرصافي الشَّاعِر مُحَمَّد بن غَالب أَبُو عبد الله الأندلسي الرصافي رصافة بلنسية نزيل مالقة
كَانَ يعِيش بالرفو وَكَانَ شَاعِر زَمَانه شعره مدون ينافس فِيهِ لم يتَزَوَّج وَهُوَ متعفف روى عَنهُ أَبُو عَليّ ابْن كسْرَى المالقي وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن جُبَير
توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة)
من شعره من جملَة قصيدة
(لَو جِئْت نَار الْهدى جَانب الطّور ... قبست مَا شِئْت من علمٍ وَمن نور)
(من كل زهراء لم ترفع ذوائبها ... لَيْلًا لسارٍ وَلم تشبب لمقزور)
(نور طوى الله زند الْكَوْن مِنْهُ على ... سقطٍ إِلَى زمن الْمهْدي مدخور)
وَمِنْه أَيْضا
(مرأى عَلَيْهِ اجْتِمَاع للنفوس كَمَا ... تشبثت بلذيذ الْعَيْش أجفان)
(للعين وَالْقلب فِي إقباله أمل ... كَأَنَّهُ للشباب الغض ريعان)
وَمِنْه وَقد قتل إِنْسَان يدعى يُوسُف
(يَا وردةً جَادَتْ بهَا يَد متحفي ... فهمى لَهَا دمعي وهاج تأسفي)
(حَمْرَاء عاطرة النسيم كَأَنَّهَا ... من خد مقتبل الشبيبة مترف)
(عرضت تذكرني دَمًا من صَاحب ... شربت بِهِ الدُّنْيَا سلافة قرقف)
(فلثمتها شغفاً وَقلت لعبرتي ... هِيَ مَا تمج الأَرْض من دم يُوسُف)
وَمِنْه قَوْله مِمَّن البيات الَّتِي قَالَهَا فِي الحائك وأولها
(غزيلٌ لم تزل فِي الْغَزل جائلة ... بنانه جولان الْفِكر فِي الْغَزل)
(جذلان تلعب بالمحواك أنمله ... على السدى لعب الْأَيَّام بالدول)
(مَا عَن تَعب الْأَطْرَاف مشتغلاً ... أقديه من تَعب الْأَطْرَاف مشتغل)
(جَريا بكفيه أَو فحصاً بأرجله ... تخبط الظبي فِي أشراك محتبل)
وَمِنْه وَهُوَ بديع فِي نهر عَلَيْهِ ظلّ
(ومهدل الشطين تحسب أَنه ... متسيلٌ من درةٍ لصفائه)
(فاءت عَلَيْهِ مَعَ العشية سرحةٌ ... صدئت لفيئتها صحيفَة مَائه)