مثل المجرة جر فِيهَا ذيله جون السَّحَاب قلت هَذِه المقاطيع وَإِن كَانَت فِي غَايَة الْحسن فَإِنَّهَا لَا تداني قَول الرصافي فَإِنَّهُ تخيل لطيف)
إِلَى الْغَايَة والتخيل الَّذِي فِي الْمَقْطُوع الأول للخطيب ثَانِيه فِي الْحسن ونائبه
نصير الدّين كَاتب الحكم مُحَمَّد بن غَالب بن مُحَمَّد بن مري نصير الدّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ كَاتب الحكم بِدِمَشْق
كَانَ مليح الشكل حسن الْخط خَبِيرا بِالشُّرُوطِ ووالده كَمَال الدّين قَاضِي بعلبك فِي الْأَيَّام الأمجدية
توفّي نصير الدّين بالديار المصرية وَقد كَانَ انجفل إِلَيْهَا من التتار سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة ومولده سنة تسعين وَخمْس مائَة
وَمن شعره
(حيّ الملاعب من سلعٍ وواديه ... وحيّ سكانه واحلل بناديه)
(وَأنْشد فُؤَادِي إِذا عَايَنت جمعهم ... بَين الْخيام فقد خلفته فِيهِ)
(واشرح هُنَالك أشواقي وصف شجني ... وَقل سليم هواكم من يداويه)
(وَمن لمهجة صبٍ مَسّه وصبٌ ... من الغرام بكم قد عز راقيه)
(يَا جيرة الْحَيّ قد جرتم ببعدكم ... على فَتى قربكم أقْصَى أمانيه)
(قد كَاد من بعدكم تقضى منيته ... لَوْلَا تدارك طيف الْحلم يَأْتِيهِ)
(قد ملّ عواده مِنْهُ زيارته ... ومله أَهله يأساً وآسيه)
(أحن شوقاً إِلَى الْوَادي ويطربني ... نوح الْحمام سحيراً فِي نواحيه)
(ربعٌ يلذ لقلبي لثم تربته ... إِذا حلّ يَوْمًا بواديه بواديه)
(فَهَل تعيد لنا أَيَّام قربهم ... وَطيب عيشي تقضى فِي مغانيه)
الجياني مُحَمَّد بن غَالب بن شُعْبَة الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح الزَّاهِد الْبركَة الْمُحدث شمس الدّين أَبُو عبد الله الجياني الأندلسي
ولد بعد الْعشْرين وست مائَة وارتحل فِي طلب الحَدِيث وَسمع من الرضي ابْن الْبُرْهَان وَابْن عبد الدَّائِم وطبقتهما ثمَّ جاور بِمَكَّة إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة