فَكتبت أَنا الْجَواب إِلَيْهِ
(جلت الأَرْض بعد يبس وقحط ... من بكاء الْغَمَام وَجها جميلا)
(وَتثني الْقَضِيب فِيهَا رطيباً ... وتمشي النسيم فِيهَا عليلا)
(هَكَذَا كل بَلْدَة أَنْت فِيهَا ... يَجْعَل الْغَيْث فِي حماها مسيلا)
فَكتب هُوَ الْجَواب إِلَيّ
(أوضح الله للْبَيَان سَبِيلا ... بك يَا أقوم المجيدين قيلا)
(إِن تثنى الْقَضِيب فِي الرَّوْض عجبا ... أَو تبدي نضاره مستطيلا)
(فبأقلامك المباهاة فخراً ... كل غُصْن رطب وحداً صقيلا)
(وَلَئِن زِدْت فِي ثنائي إِنِّي ... شَاكر فضلك الجزيل طَويلا)
وَكتب هُوَ إِلَيّ أَيْضا
(لَيْلَة المرج خلتها ألف شهر ... زلزلت أَرْضنَا من الرَّعْد عصرا)
(خامنا فِيهِ كَاد لَوْلَا رجال ... أمسكوه ينشق شفعاً ووترا)
(ويكاد العمود من شدَّة الرّيّ ... ح بِهِ أَن ينحط وَهنا وكسرا)
فَكتبت أَنا الْجَواب إِلَيْهِ
(لم تزلزل أَرض بهَا أَنْت لَكِن ... رنحت عطفها بِفَضْلِك شكرا)
(وكذاك الْأَطْنَاب تثني وَتَدْعُو ... لَك من تحتهَا فتهتز سكرا)
(وَعَجِيب من العواميد إِذْ لم ... تمس أوراقها بجودك خضرًا)
فَكتب الْجَواب هُوَ إِلَيّ
(يَا إِمَامًا لَهُ الْفَضَائِل تعزى ... وبليغاً قولا ونظماً ونثرا)
(إِن تفضلت بالثناء فَإِنِّي ... بأياديك مَا بَرحت مقرا)
(إِن أمنا الزلزال فَهُوَ يَقِينا ... رَحْمَة تَقْتَضِي قيَاما وشكرا)
)
(أَنْت للْأَرْض طود فضل عَظِيم ... منعهَا تهتز طَوْعًا وقسرا)
(دمت فِي نعْمَة وَفضل ومجد ... دَائِم ترتقي وهنيت عشرا)
وَكنت مرّة فِي خدمته وَنحن على ضمير فَاشْتَدَّ علينا الْحر وَزَاد فَكتبت إِلَيْهِ
(رب يَوْم على ضمير تقضى ... فقطعناه فِي عَنَّا وبلاء)
(يتَمَنَّى الحرباء من شدَّة الح ... ر لَو انساب ضفدعاً فِي المَاء)
فَكتب هُوَ الْجَواب إِلَيّ