ونقلت من خطّ الْفَاضِل عَليّ الوداعي
(وَلَقَد وقفت على الثَّنية سَائِلًا ... عَمَّا أَشَارَ بِهِ فَتى شَيبَان)
)
(فروت أَحَادِيث الْحمى عَن عَامر ... وَحَدِيث روض السفح عَن أبان)
وَقَالَ التلعفري أَيْضا
(أيطرق فِي الدجى مِنْكُم خيال ... وطرفي ساهر هَذَا محَال)
(سقت أيامنا بأراك حزوي ... وهاتيك الربى سحب ثقال)
(منَازِل للصبى مَا زَالَ شملي ... لَهُ فِيهَا بِمن أَهْوى اتِّصَال)
(دموعي بعْدهَا دَال وَمِيم ... على خدي لَهَا مِيم ودال)
وَقَالَ أَيْضا
(حتام أرفل فِي هَوَاك وتغفل ... وإلام أهزل من جفاك وتهزل)
(يَا مضرماً فِي مهجتي بصدوده ... حرقاً يكَاد لَهُنَّ يذبل يذبل)
(الْقلب دلّ عَلَيْك أَنَّك فِي الدجى ... قمر السَّمَاء لِأَنَّهُ لَك منزل)
(هَب أَن خدك قد أُصِيب بِعَارِض ... مَا بَال صدغك رَاح وَهُوَ مسلسل)
(قسما بحاجبك الَّذِي لم ينْعَقد ... إِلَّا أرانا السَّبي وَهُوَ مُحَلل)
(وَبِمَا بثغرك من سلافة رِيقه ... عذبت فَقيل هِيَ الرَّحِيق السلسل)
(لَوْلَا مقبلك المنظم عقده ... مَا بَات من يهواك وَهُوَ مقبل)
(حزني وحسنك إِن لَغَا من لامني ... ونحوت هجري مُجمل ومفصل)
(لَو كنت فِي شرع الْمحبَّة عادلاً ... يَا ظالمي مَا كنت عني تعدل)
(وَأما عَجِيب أَن دمعي مُعرب ... عَن سر مَا أخفيه وَهُوَ المهمل)
(أضحى وَيَا لَك من عناء هاتكاً ... ستر الْهوى وَعَلِيهِ أصبح يسبل)
(يَا آمري بسلوه ليغرني ... إِن السلو كَمَا تَقول لأجمل)
(لَكِن يعز خلاص قلب متيم ... تركته أَيدي الهجر وَهُوَ مبلبل)
(هَيْهَات كلا لَا نجاة لمن غَدا ... من جِسْمه فِي كل عُضْو مقتل)
فَأَنْشد قبيل مَوته وَهُوَ آخر شعره رَحمَه الله تَعَالَى
(إِذا مَا بَات من ترب فِرَاشِي ... وَبت مجاور الرب الرَّحِيم)