(وَأقسم مَا وفيت حَقك فِي الأسى ... وَلَو كنت برا عاينوا أدمعي بحرا)
وَقلت
(لست أرْضى بلوعتي وبكائي ... وضلوعي حرى وعيني عبري)
(مَا بِهَذَا تقضى حُقُوق مصابي ... لَو دخلت الضريح أَصبَحت برا)
وَقلت
(لما فقدت أخي تضَاعف للأسى ... حزني فنومي لَا يزَال طريدا)
(حزني لمصرعه وحزن رزيتي ... فِيهِ وحزني إِذْ بقيت وحيدا)
وَقلت
(سأشرح قصتي للنَّاس حَتَّى ... يؤديني السُّؤَال إِلَى خَبِير)
(أيمضي الْجور حَتَّى فِي المنايا ... بِتَقْدِيم الصَّغِير على الْكَبِير)
وَقلت
(أَلا يَا دهر قد راءيتنا فِي ... أخي فتركتنا نصلي سعيرا)
(أتيت لنا بِهِ نجماً صَغِيرا ... وعدت أَخَذته قمراً كَبِيرا)
وَقلت
(بَات أخي بالرغم من لحده ... وَمَا شققت الجيب من ويلي)
(تبِعت فِيهِ سنة الْمُصْطَفى ... لَكِن شققت الدمع للذيل)
وَقلت
(وَلما أَن رَأَتْ بالرغم عَيْني ... شقيقي فِي قَرَار اللَّحْد ملقى)
(وضعت يَد الأسى فِي جيب جفني ... فشقت أدمعي للذيل شقا)
وَقلت)
(يَا لَيْت شعري وَعلمِي قد قضى وَمضى ... بِأَن دهري بِمَا أهواه غير سخي)
(هَل عَاد ميت على من بَات يندبه ... طول الزَّمَان فأرجو أَن يكون أخي)
وَقلت
(هذي الحيوة إِذا فَرضنَا أَنَّهَا ... طَالَتْ وَقد سلمت من التنكيد)
(وَالله لَيْسَ تفي بِأَن وُجُوهنَا ... فِي الترب تَغْدُو طعمةً للدود)
وَقلت مضمناً
(قد خَان دهري يَا أخي ... قل لي بِأَيّ يَد يمت)
(لم يبْق لي فِيهِ منى ... من شَاءَ بعْدك فليمت)