(مهاك يَا عقد الوعساء أعينها ... مِمَّن تعلمن هَذَا النفث فِي العقد)
(رياض حسن إِذا مر النسيم بهَا ... تلبد الْورْد فِي ظلّ من النجد)
وَمِنْه
(هبت لنا وبرود اللَّيْل أسمال ... صبا لَهَا من جُيُوب الغيد أذيال)
(مرت على شيخ نجدٍ وَهُوَ متشحٌ ... بلؤلؤ الطل والجرباء معطال)
(حَتَّى أتتنا وَفِي أعطافها بللٌ ... يهدي لكل مَرِيض مِنْهُ إبلال)
(وَالنَّفس بَين تباريح الجوى نفس ... والوصل تَحت سيوف الهجر أوصال)
وَمِنْه
(وَقَالُوا الْكَمَال بِهِ نقرسٌ ... فَقلت العنا على عقله)
(تشنج كفيه يَوْم الندى ... تعدى فدب إِلَى رجله)
وَمِنْه
(بِجمع جفنيك بَين الْبُرْء والسقم ... لَا تسفكي من جفوني بالفراق دمي)
(إشارةٌ مِنْك تكفيني وأفصح مَا ... رد السَّلَام غَدَاة الْبَين بالعنم)
(قد يركب الْأَمر الْمَاشِي فيحمله ... وَيسمع الأسطر الْقَارِي بِلَا نغم)
(تَعْلِيق قلبِي بِذَاكَ القرط يؤلمه ... فليشكر القرط تَعْلِيقا بِلَا ألم)
(تضرمت جمرةٌ فِي مَاء وجنتها ... والجمر فِي المَاء خَابَ غير مضطرم)
(وَمَا نسيت وَلَا أنسى تبسمها ... وملبس الجو غفلٌ غير ذِي علم)
(حَتَّى إِذا طاح عَنْهَا المرط عَن دهشٍ ... وانحل بِالضَّمِّ عقد السلك فِي الظُّلم)
(تبسمت فأضاء الجو فالتقطت ... حبات منتثر فِي ضوء مُنْتَظم)
وَمِنْه قَوْله)
(لَو زارنا طيف ذَات الْخَال أَحْيَانًا ... وَنحن فِي حُفْرَة الأجداث أَحْيَانًا)
(سرى بِهِ الشوق من عسفان معتسفاً ... فجَاء من قهوة الإسآد نشوانا)
(يَقُول أَنْت امرؤٌ جَاف مغالطةً ... فَقلت لَا هومت أجفان أجفانا)
وَلما توفّي الْغَزِّي رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ أَبُو عَليّ ابْن طَبَاطَبَا يرثيه
(همومي فِي فِرَاق إِمَام غزه ... هموم كثيرٍ لفراق عزه)