الْفَقِيه الشيعي الْمُقِيم بمجدل سلم قَرْيَة من بِلَاد صفد من نواحي النباطية والشقيف كَانَ إِمَامًا من أَئِمَّة الشيعية هُوَ ووالده قبله أَخذ)
عَن ابْن الْعود وَابْن مقبل الْحِمصِي ورحل إِلَى الْعرَاق وَأخذ عَن ابْن المطهر كَانَ ذَا مجلسين أَحدهمَا معد للوفود وَالْآخر لطلبة الْعلم ونهاره مُقيم تَارَة يجلس إِلَى من زَارَهُ وَتارَة يجلس لطلبة الْعلم وجوده يصل إِلَى المجلسين غداء وعشاء اجْتمعت بِهِ بقرية مجدل سلم فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة وَدَار بيني وَبَينه بحث فِي الرُّؤْيَة وَعدمهَا وَطَالَ النزاع وتجاذب الْأَدِلَّة وَكَانَ شكلاً حسنا تَاما لطيف الْأَخْلَاق ريض النَّفس وَأهل تِلْكَ النواحي يعظمونه قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين آخر عهدي بِهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَقَالَ كتبت إِلَيْهِ وَقد طَالَتْ غيبته بعد كَثْرَة اجْتِمَاع بِهِ فِي مجْلِس شَيخنَا شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية رَحمَه الله قَالَ ابْن الحسام كَانَ كثيرا مَا يتعهد مَجْلِسه ويستوري سنا الشَّيْخ وقبسه وَكَانَت تجْرِي بَيْننَا وَبَينه بِحُضُور الشَّيْخ مناظرات وتطول أَوْقَات مذاكرات ومحاضرات وَالَّذِي كتبت إِلَيْهِ
(حَتَّى خيالك لم يلحم بِهِ حلمي ... لِأَن عَيْني بعد الْبعد لم تنم)
(أفنيت صبري بدمع والتهاب حَشا ... مَا بَين منسجم مِنْهُ ومضطرم)
(أحن للمجدل الْمَنْسُوب فِي سلم ... فَوق الحنين إِلَى أَيَّام ذِي سلم)
(وَمَا ذكرتك إِلَّا كنت من دهشٍ ... أغص فِيك بورد الْبَارِد الشيم)
(أَهْوى الْمسير إِلَى لقياك مُجْتَهدا ... لَكِن يقصر بِي التَّقْصِير فِي هممي)
(وَلست أخْشَى نَهَارا سل صارمه ... حَتَّى يخلف أذيال الدجى بدمي)
(وَلَا أَخَاف ضلالا فِي ظلام سرى ... لأنني أهتدي بِالْعلمِ وَالْعلم)
قَالَ فَكتب إِلَيّ
(وديمة مطرَت ربعي على ظمإ ... حَتَّى انتعشت بهَا من أفضل الديم)
(سَحَابَة لِابْنِ فضل الله جاد بهَا ... من انتداء فَكَانَت غَايَة الْكَرم)
(دب السرُور بهَا فِي كل جارحة ... مني كَمثل دَبِيب الْبُرْء فِي السقم)
(سَعَادَة قرعت بِأبي وَمَا لغبت ... مطيتي فِي بُلُوغهَا وَلَا قدمي)
(لثمتها حِين لاحت فِي محاسنها ... درا نظيماً ودراً غير مُنْتَظم)
(كواكب سَبْعَة تهدي لناظرها ... نور الرّبيع وتجلو غيهب الظُّلم)
(جَعلتهَا من هموم الصَّدْر واقية ... تَمِيمَة ولدفع الضّر والألم)
(كأنني حِين حلتني قلائدها ... نلْت الشبيبة بعد الشيب والهرم)
)
(نَفسِي الْفِدَاء لمنشيها ومسبغها ... من فَضله نعْمَة من أَسْبغ النعم)
(جاوبته وجوابي دون رتبته ... هَيْهَات أَنى يُقَاس السَّيْف بالجلم)
(لست كَقدْر أبي الْعَبَّاس إِن لَهُ ... قدرا تقصر عَن إِدْرَاكه خدمي)