ششتر فَقَالَ لَا كتب الله عَلَيْهِم سَلامَة فغلب ضحك الْحَاضِرين وَرفع الْخَبَر إِلَى النَّاصِر فَقَالَ يغْفر لَهُ سوء أدبه بِحسن نادرته ولطف موقعها وَيدْفَع إِلَيْهِ مائَة دِينَار عدد الْخشب الَّذِي ضرب بِهِ ويحكى عَنهُ من هَذِه)
الْمَادَّة غرائب وعجائب وَكَانَ يُعْطي فِي مَوَاطِن عَطاء من لَا يخَاف الْفقر وَجَاء رجل وَمَعَهُ ببغاء من الْهِنْد تقْرَأ قل هُوَ الله أحد تحفة للخليفة فَأَصْبَحت ميتَة فَجَاءَهُ فرَاش يطْلب مِنْهُ الببغاء فَبكى وَقَالَ اللَّيْلَة مَاتَت فَقَالَ عرفنَا بموتها وَكم كَانَ فِي ظَنك أَن يعطيك فَقَالَ خمس مائَة دِينَار فَقَالَ خُذ هَذِه خمس مائَة دِينَار فَإِنَّهُ علم بحالك مُنْذُ خرجت من الْهِنْد وَقَالَ أَبُو المظفر سبط ابْن الْجَوْزِيّ قل بصر الْخَلِيفَة فِي الآخر وَقيل ذهب جملَة وَكَانَ خادمه ريق قد استولى على الْخلَافَة وَقَامَ مُدَّة يُوقع عَنهُ وَكَانَ بالخليفة أمراض مِنْهَا عسر الْبَوْل والحصر وَوجد مِنْهُ شدَّة وشق ذكره مرَارًا وَمَا زَالَ يَعْتَرِيه حَتَّى قَتله وَقَالَ شمس الدّين الْجَزرِي حَدثنِي وَالِدي قَالَ سَمِعت الْوَزير مؤيد الدّين ابْن العلقمي لما كَانَ على الأستاذدارية يَقُول إِن المَاء الَّذِي يشربه الإِمَام النَّاصِر كَانَت تجبيه الدَّوَابّ من فَوق بغداذ بسبعة فراسخ ويغلى سبع غلوات كل يَوْم غلوة ثمَّ يجلس فِي الأوعية سَبْعَة أَيَّام ثمَّ يشرب مِنْهُ وَبعد هَذَا مَا مَاتَ حَتَّى سقِِي المرقد ثَلَاث مَرَّات وشق ذكره وَأخرج مِنْهُ الْحَصَى وَقَالَ الْمُوفق مَا مرض مَوته فسهو ونسيان بَقِي مِنْهُ سِتَّة أشهر وَلم يشْعر أحد بكنه حَاله من الرّعية حَتَّى خَفِي عَن الْوَزير وَأهل الدَّار وَكَانَ لَهُ جَارِيَة قد علمهَا الْخط بِنَفسِهِ فَكَانَت تكْتب مثل خطه فتكتب على التوقيع بمشورة قهرمانة الدَّار وَلما مَاتَ بُويِعَ لوَلَده أبي نصر ولقب الظَّاهِر بِأَمْر الله وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين وَكَانَت مُدَّة خِلَافَته تِسْعَة أشهر وَقَالَ ابْن الْأَثِير بَقِي النَّاصِر عاطلاً عَن الْحَرَكَة بِالْكُلِّيَّةِ ثَلَاث سِنِين قد ذهب إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَفِي الآخر أَصَابَهُ دوسنطاريا عشْرين يَوْمًا وَلم يُطلق فِي مَرضه شَيْئا مِمَّا كَانَ أحدثه من الرسوم وَكَانَ يسيء السِّيرَة خرب فِي أَيَّامه الْعرَاق وتفرق أَهله فِي الْبِلَاد وَأخذ أَمْوَالهم وأملاكهم قَالَ وَكَانَ يفعل الشَّيْء وضده وَجعل همته فِي رمي البندق والطيور المناسيب وسراويلات الفتوة وَنقل الظهير الكازروني فِي تأريخه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَأَجَازَ لي إِن النَّاصِر فِي وسط خِلَافَته هم بترك الْخلَافَة والانقطاع إِلَى التَّعَبُّد وَكتب عَنهُ ابْن الضَّحَّاك توقيعاً فقرئ على الْأَعْيَان وَبنى رِبَاطًا للْفُقَرَاء وَاتخذ إِلَى جَانب الرِّبَاط دَارا لنَفسِهِ كَانَ يتَرَدَّد إِلَهًا ويحادث الصُّوفِيَّة وَعمل لَهُ ثيابًا كَثِيرَة بزِي الصُّوفِيَّة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ثمَّ ترك ذَلِك كُله ومل الله يسامحه قَالَ ابْن النجار وَملك من المماليك مَا لم يملكهُ من تقدمه من الخفاء والملوك وخطب لَهُ بالأندلس والصين وَكَانَ أَسد بني الْعَبَّاس وَقيل إِنَّه بلغه أَن شخصا يرى خلَافَة يزِيد فَأحْضرهُ ليعاقبه فَقيل لَهُ أَتَقول بِصِحَّة)
خلَافَة يزِيد فَقَالَ أَنا أَقُول إِن الإِمَام لَا يَنْعَزِل بارتكاب الْفسق فَأَعْرض عَنهُ وَأمر بِإِطْلَاقِهِ وَخَافَ المحاققة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute