مِنْهَا الْكَامِل
(وشبيبة حرس التقى أطرافها ... فلهَا مَحل الشيب فِي التَّعْظِيم)
(وَإِذا تحرمت الْمسَائِل باسمه ... جلى عَن التَّحْلِيل وَالتَّحْرِيم)
(إِن قَالَ لَا يَخْلُو فَمَا من عِلّة ... تبقى لصِحَّة ذَلِك التَّقْسِيم)
(إِمَّا إِذا جارى أَخَاهُ أحمداً ... شاهدت بحرى نائل وعلوم)
(بحران إِن شِئْت الندى نجمان إِن ... شِئْت الْهدى غوثان فِي الأقليم)
وَأرْسل إِلَيْهِ ديوكاً مخصية فاستبقاهن فَأرْسل إِلَيْهِ دجَاجَة كَبِيرَة فَقَالَ المتقارب
(فديت الديوك بِذبح عَظِيم ... وأنقذتها من عَذَاب اليم)
(فنارى لَهُم مثل نَار الْخَلِيل ... ونارك لي مثل نَار الكليم)
)
(وَذُو الْعرف بِاللَّه فِي جنَّة ... فَكُن واثقاً بالأمان الْعَظِيم)
(لقد أنست لي دَار بهم ... وَمن قبلهم أَصبَحت كالصريم)
(مَشوا كالطواويس فِي ملبس ... بهى البرود بهيج الرقوم)
(كَأَنِّي أشاهدهم كالقضاة ... بسمت عَلَيْهِم كسمت الْحَلِيم)
(وَإِلَّا أزمة دَار غَدَتْ ... بهم حرما آمنا كالحريم)
(وَلَا فرق بيني وَبَين الخصى ... فَلم لَا أَرَاهُم بِعَين الْحَمِيم)
(وَنعم الْفِدَاء لَهُم قد بعثت ... من القانتات ذَوَات الشحوم)
(أعدن الشَّبَاب إِلَى مطبخي ... وَقد كَانَ شَاب لحمل الهموم)
(وعادت قدوري زنجية ... فأعجب بزنجية عِنْد رومي)
(وَطَالَ لِسَان لناري بِهِ ... خصمت خطوباً غَدَتْ من خصومي)
(وأمسيت ضيفك فِي منزلي ... وَمن فِيهِ ضيف لضيف الْكَرِيم)
ثمَّ خرج إِلَى الْمَدْح وَأدْخل الْمِيم على ضمير الديكة وَإِن كَانَت لمن يعقل لِأَنَّهُ نزلها منزلَة من يعقل وَإِمَّا اسْتِعَارَة الشَّبَاب والشيب للمطبخ فَمن أحسن الْكِنَايَات عَن الطَّبْخ وَعَدَمه وَقَوله زنجية عِنْد رومي ظرف فِيهِ إِلَى الْغَايَة لإن السراج رَحمَه الله كَانَ أشقر أَزْرَق وَله نظم فِي ذَلِك وَهُوَ قَوْله الرجز
(وَمن رَآنِي وَالْحمار مركبي ... وزرقتي للروم عرق قد ضرب)
(قَالَ وَقد أبْصر وَجْهي مُقبلا ... لَا فَارس الْخَيل وَلَا وَجه الْعَرَب)
وَلما قدم من غَزْوَة حمص سنة ثَمَانِينَ وست مائَة امتدحه الْحَكِيم شمس الدّين مُحَمَّد بن دانيال بقصيدة أَولهَا الطَّوِيل
(تذكرت سعدى أم أَتَاك خيالها ... أم الرّيح قد هبت إِلَيْك شمالها)