وَمِنْه يذكر المشمش
(هبّ وَنجم الصَّباح لم يغب ... لرشف حَمْرَاء لَا ابْنة الْعِنَب)
(نارية اللَّوْن فِي الْجنان بَدَت ... يَا عجبا للجنان فِي اللهب)
(تلوح كالتبر فِي الزبرجد من ... فَوق عروق المرجان فِي القضب)
(فَهِيَ سَمَاء من الزمرد فِي ... آفاقها أنجمٌ من الذَّهَب)
فَمَا ترقى للسمع شيطانها الْكَافِر إِلَّا رمته بِالشُّهُبِ
(إِذا الثريا تكاملت كملت ... وأبرزت وَجه غير منتقب)
(وَكم ثريا فِي الْغُصْن طالعةً ... مِنْهَا جَمِيع النَّهَار لم تغب)
(زمانها كالأعياد مرتقبٌ ... أَيَّامهَا للسرور والطرب)
(حجّ لميقاتها الْبَريَّة من ... مصر إِلَى جلقٍ وَمن حلب)
(كالنار بل كالنارنج منظرها ... وطعمها فِي حلاوة الضَّرْب)
(حلت وحلت لمن تنَاولهَا ... والراح لَوْلَا التَّحْرِيم لم تطب)
(يرشف ريق الندى مقبلها ... فيجتنيها معسولة الشنب)
(تذوب فِيهِ من لطافتها ... من غير مضغٍ يُفْضِي إِلَى تَعب)
وَمِنْه أَيْضا
(دَعه مثلي يبكي الصِّبَا وزمانه ... إنّ ذكرَاهُ هيجت أحزانه)
ناح شجواً على لَيَال وَأَيَّام تقضّت لم يقْض مِنْهَا لبانه
(كَيفَ ترجو فِي الْأَرْبَعين وَفَاء ... من شبابٍ قبل الثَّلَاثِينَ خانه)
أَو ينَال اللَّذَّات فِي أخريات الْعُمر من لم يفز بهَا ريعانه مِنْهَا وتجاف الجفون وَاحْذَرْ على قَلْبك تِلْكَ اللواحظ الفتانه
(رامياتٍ فكلّ شَعْرَة هدبٍ ... ثمَّ سهمٌ وكل جفنٍ كنانه)
وبروحي هيفاء أعطافها نشوى تهادى كَأَنَّهَا خوط بانه)
(فَهِيَ بدرٌ من تَحْتَهُ غُصْن بانٍ ... وكثيبٌ من فَوْقه خيزرانه)
تلبس الْحسن فَوق قمصانها ثوبا وتكساه حلَّة عُرْيَانَهُ ينْبت الْورْد والشقيق بخديها لنا من قوامها ريحانه وترينا باللحظ نرجسة الأحداق والثغر باسماً أقحوانه فبلثمي والضمّ من خدّها والنهد أجني التفاح والرمانه