وَأما موشحة الْموصِلِي فَهِيَ
(رنا بأجفانه الفواتر ... وَقد تثنى زين الملاح)
(فسلّ من طرفه بواتر ... وهزّ من عطفه رماح)
(ناظره جرّد المهنّد ... وغمده مني الحشا)
(وعامل القدّ فَهُوَ أملد ... يطعن للقلب إِذْ مَشى)
(والعارض الْقَائِم المزرّد ... لفتنة النَّاس قد نشا)
(والحاجب الْقوس بالفواتر ... لنبله فِي الحشا جراح)
(ومشرف الصدغ فَهُوَ جَائِر ... سُلْطَانه للدما أَبَاحَ)
(فجفنه الفاتك الْكِنَانِي ... من ثغلٍ راش لي نبال)
(وَهُوَ الخفاجيّ قد غزاني ... وَوَجهه من بني هِلَال)
(عبسيّ لحظٍ لَهُ سباني ... جسمٌ زبيديّ بالدلال)
)
(والردف يدعى من آل عَامر ... وواضح الصَّلْت من صباح)
(وخصره من هتيم ضامر ... يَدُور من حوله وشاح)
(فوجهه جنةٌ وكوثر ... رضابه العذب لي حلا)
(وَالنَّار فِي وجنتيه تسعر ... وَالْخَال حبا لَهَا اصطلى)
(عجبت من خَاله المعنبر ... إِذْ يعبد النَّار كَيفَ لَا)
(يحرق بالنَّار وَهُوَ كَافِر ... وَمَا سقِِي رِيقه القراح)
(كَامِل حسنٍ مَعْنَاهُ وافر ... بسيط وصف كالمسك فاح)
(مَا اخضرّ نبت العذار إِلَّا ... بآسه سيّج الشَّقِيق)
(وَهُوَ كنملٍ سعو وولّى ... وَلم يجد للجنى طَرِيق)
(من رِيقه الْبَدْر إِذْ تجلّى ... فِي هَالة الْعَارِض الأنيق)
(لما تبدى بِالْوَجْهِ دَار ... وحيّر الْعقل حِين لَاحَ)
(شقَّ على خَدّه المرائر ... وقطّع الْأَنْفس الصِّحَاح)
(وربّ يومٍ أَتَى وحيّا ... بِالنَّجْمِ وَالشَّمْس وَالْقَمَر)
(بالكاس والراح والمحيّا ... ثلاثةٌ تفتن الْبشر)
(وَقَالَ قُم يَا نديم هيّا ... اقْضِ بِنَا لَذَّة الوطر)
(فالحمر تجلى على المزاهر ... من اغتباقٍ إِلَى اصطباح)
(وطافت الراح بالمجامر ... من عنبر الزهر فِي البطاح)