للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ العزاري أَيْضا يُعَارض أَحْمد بن حسن الْموصِلِي

(مَا سلت الْأَعْين الفواتر ... من غمد أجفانها الصفاح)

(إِلَّا أسالت دم الْحَنَاجِر ... من غير حربٍ وَلَا كفاح)

(تالله مَا حرّك السواكن ... غير الظباء الجآذر)

(لما استجاشت بِكُل طَاعن ... من القدود النواظر)

(وفوقت أسْهم الكنائن ... من كل جفنٍ وناظر)

(عربٌ إِذا صحن يَا لعامر ... بَين سَرَايَا من الملاح)

(طلت علينا من المحاجر ... طلائعٌ تحمل السِّلَاح)

(أحبب بِمَا تطلع الْجُيُوب ... مِنْهَا وَمَا تبرز الكلل)

(من أقمرٍ مَا لَهَا مغيب ... وأغصنٍ زانها الْميل)

(هَيْهَات أَن تعدل الْقُلُوب ... عَنْهَا وَلَو جارت الْمقل)

(لما توشحن بالغدائر ... سفرن عَن أوجهٍ صباح)

(فَانْهَزَمَ اللَّيْل وَهُوَ عاثر ... بذيله واختفى الصَّباح)

(وأهيفٍ ناعم الشَّمَائِل ... تهزّه نسمَة الشمَال)

)

(فينثني كالقضيب مائل ... كَمَا انثنى شاربٌ وَمَال)

(لَهُ عذارٌ كالندّ سَائل ... لله كم من دمٍ أسَال)

(شقّت على نبته المرائر ... من دَاخل الْأَنْفس الصِّحَاح)

(تكلّ فِي وَصفه الخواطر ... وتخرس الألسن الفصاح)

(ظبيٌ إِلَى الْأنس لَا يمِيل ... الشَّمْس والبدر من حلاه)

(وَالْحسن قَالُوا وَلم يَقُولُوا ... مبداه مِنْهُ ومنتهاه)

(وطرفه الناعس الكحيل ... هَيْهَات من سَيْفه النجاه)

(أذلَ بالسرح كلّ سَاحر ... فَهُوَ لَهُ خافض الْجنَاح)

(يجول فِي بَاطِن الضمائر ... كَمَا يجول القضا المتاح)

(أما ترى الصُّبْح قد تطلّع ... مذ غمّضت أعين الغسق)

(والبدر نَحْو الْغُرُوب أسْرع ... كهاربٍ ناله فرق)

(والبرق بَين السَّحَاب يلمع ... كصارمٍ حِين يمتشق)

(وتحسب الأنجم الزواهر ... أسنّةً أَلْقَت الرماح)

(فَانْهَزَمَ النَّهر وَهُوَ سَائِر ... فدرّعته يَد الرِّيَاح)

<<  <  ج: ص:  >  >>