للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَأَتَاهُ غُلَامه فِي مجْلِس حفل وَقَالَ إِن ابْنك وَقع من ثَلَاث درج فَقَالَ وَيلك من ثَلَاث بَقينَ أَو خلون فَلم يفهم عَنهُ فَقَالَ إِن كَانَ خلون فسهلٌ وَإِن كَانَ بَقينَ فَيحْتَاج إِلَى نائحة

وَدخل الرقي الْعلوِي على فَخر الْملك فَقَالَ أَطَالَ الله بَقَاء مَوْلَانَا وأسعده بِهَذَا الْيَوْم فَقَالَ لَهُ وَأي يَوْم هَذَا فَقَالَ أيلون فَقَالَ البتي بالنُّون فَقَالَ مَا قَرَأت النَّحْو فَقَالَ البتي أَنْت إِذا مَعْذُور فَإنَّك ثَلَاث أَربَاع رقيع وَلم يكن أحد يسلم من لِسَانه وثلبه وَإِذا اتّفق أَن يسمعهُ من يَقُول ذَلِك فِيهِ الْتفت إِلَيْهِ معتذراً وَقَالَ مولَايَ هَا هُنَا مَا علمت بِحُضُورِهِ وَكَأَنَّهُ يُبَاح لَهُ ثلبه غَائِبا وَكَانَ مَعَ ذكائه وتوقده أَشد النَّاس غباوةً فِي الْأُمُور الجدية وأبعدهم من تصورها وَكَانَ لَهُ معرفَة بِالْغنَاءِ وصنعته لَا تكَاد الْمُغنيَة تغني بِصَوْت إِلَّا ذكر صنته وشاعره وَجَمِيع مَا قَالَ فِي مَعْنَاهُ

وَقَالَ البتي يصف كوز الفقاع

(يَا رب ثديٍ مصصته بكرا ... وَقد عراني خمار مغبوق)

(لَهُ هديرٌ إِذا شربت بِهِ ... مثل هدير الفحول فِي النوق)

كَأَن ترجيعه إِذا رشف الراشف فِيهِ صياح مخنوق وَقَالَ

(مَا احْمَرَّتْ الْعين من دمعٍ أضرّ بهَا ... فِي عرصتي طللٍ أَو إِثْر مرتحل)

(لَكِن رَآهَا الَّذِي تهوى وَقد نظرت ... فِي وَجه آخر فاحمرت من الخجل)

وَله تصانيف مِنْهَا كتاب القادري وَكتاب العميدي وَكتاب الفخري قَالَ الْوَزير أَبُو الْقَاسِم المغربي كَانَ ابوالحسن البتي أحد المتفننين فِي الْعُلُوم لَا يكَاد يجارى فِي فن من الْعُلُوم فيعجز عَنهُ وَكَانَ مليح الْحَاضِرَة طيب المذاكرة مَقْبُول الشَّاهِد رَأَتْهُ على بَاب أحد رُؤَسَاء الْعمَّال وَقد حجب عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ)

(على أَي بابٍ أطلب الْإِذْن بَعْدَمَا ... حجبت عَن الْبَاب الَّذِي أَنا حَاجِبه)

فَخرج الْإِذْن لَهُ فِي الْحَال وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة فَقَالَ الرضي يرثيه

(مَا للهموم كَأَنَّهَا ... نارٌ على قلبِي تشبّ)

(والدمع لَا يرقا لَهُ ... غربٌ كَأَن للعين غرب)

(مَا كنت أَحسب أنني ... جلدٌ على الأرزاء صَعب)

مَا أَخْطَأتك النائبات إِذا أَصَابَت من تحبّ ورثاه الشريف المرتضى أَخُوهُ أَيْضا بِأَبْيَات مِنْهَا

(يَا أَحْمد بن عَليّ والردى عرضٌ ... يزور بالرغم منا كل زوار)

<<  <  ج: ص:  >  >>