(وَمن حَاز فِي سنّ الْبلُوغ فضائلاً ... زمَان اغتدى بالعيّ وَالْجهل ضِدّه)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا
(أَبَا حامدٍ إِنِّي لفضلك حَامِد ... وَإنَّك فِي كل الْعُلُوم لوَاحِد)
وَمن شعر بهاء الدّين أبي حَامِد قصيدة مدح بهَا وَالِده أَولهَا)
(بحبي سَبِيل الْحبّ قَامَ منارها ... فَلَا تسألا عَن مهجتي فيمَ نارها)
(فحال الْهوى لَا يختفي وجحيمه ... تزيد ظهوراً حِين يُرْجَى استتارها)
(وَمَا قتل العشاق إِلَّا صوارمٌ ... بَدَت من حمى ليلى يلوح غرارها)
(إِذا أَقبلت فالقلب مرمى سهامها ... وَإِن أَدْبَرت فالعين تطفو بحارها)
(بنفسي من صادت فُؤَادِي وأصدأت ... حَياتِي إِذْ صدت ودام نفارها)
(تزيد لقلبيي إِن تبَاعد ربعهَا ... دنواً وتجفو حِين تقرب دارها)
(وَتَأْتِي بِعُذْر عَن تعذر وَصلهَا ... وَمَا فتْنَة الْعَذْرَاء إِلَّا اعتذارها)
(يصير جنح اللَّيْل صبحاً جبينها ... وَيظْلم بالفرع الطَّوِيل نَهَارهَا)
(مهاةٌ يزين الخصر مِنْهَا سقامه ... بِهِ ألمٌ مِمَّا حواه إزَارهَا)
(فللكثب مَا قد ضمّ مِنْهَا وشاحها ... وللبدر مَا قد حَاز مِنْهَا خمارها)
(على أَن بدر التمّ يصفرّ إِن بَدَت ... ويخجله من وجنتيها احمرارها)
(أيشبهها وَالْفرق بِالْفرقِ واضحٌ ... وشمس الضُّحَى أضحى إِلَيْهَا افتقارها)
(لقد شقّ حبات الْقُلُوب شقيقها ... فَكَانَ إِلَى خالٍ حواه قَرَارهَا)
(وَمَا روضةٌ أغْنى عَن الزهر زهرها ... وغنى بهَا قمريها وهزارها)
(وصفقت الأوراق حِين تراقصت ... بمر النسيم الرطب فِيهَا بحارها)
(بأرجائها الغزلان تحكي حسانها ... وأفنانها الأفنان تجنى ثمارها)
(يروقك من هيف القدود طوالها ... ويسبيك من لحظ الجفون قصارها)
(بهَا الكأس تُكْسَى بالشمول شمائلاً ... ويخلفها بعد اللجين نضارها)
(بأطيب عرفا من ثنائي على الَّذِي ... لَهُ من نفيسات الْمَعَالِي خِيَارهَا)
(لَهُ همةٌ فَوق السَّمَاء قَرَارهَا ... ومكرمةٌ بذل النوال شعارها)
(حمى مِلَّة الْإِسْلَام بَحر علومه ... وزان فَمِنْهُ سورها وسوارها)
(فكم حل إِشكالاً عقده)
(وَكم قهر النظار فِي حومة الوغى ... ببيض علومٍ لَا يفلّ غرارها)
(فَلَيْسَ فَتى إِلَّا عليّ وسيفه ... يصان بِهِ من ذِي الفقار فقارها)