(وتركتم وراءكم حلف وجدٍ ... نادباً فِي محلكم أطلاله)
(يسْأَل الرّبع عَن ظباء الْمصلى ... مَا على الرّبع لَو أجَاب سُؤَاله)
(ومحالٌ من الْمُحِيل جوابٌ ... غير أنّ الْوُقُوف فِيهَا علاله)
هَذِه سنة المحبين يَبْكُونَ على كل منزل لَا محاله يَا ديار الأحباب لَا زَالَت الأدمع فِي ترب ساحتيك مذاله
(وتمشي النسيم وَهُوَ عليلٌ ... فِي مغانيك ساحباً أذياله)
أَيْن عيشٌ مضى لنا فِيك مَا أسْرع عَنَّا ذَهَابه وزواله
(حَيْثُ وَجه الشبابب طلقٌ نضيرٌ ... والتصابي غصونه مياله)
(وَلنَا فِيك طيب أَوْقَات أنس ... ليتنا فِي الْمَنَام نلقى مِثَاله)
(وبأرجاء جوك الرحب سربٌ ... كلّ عينٍ ترَاهُ تهوى جماله)
(من فتاةٍ بديعة الْحسن ترنو ... من جفونٍ لحاظها مغتاله)
(ورخيم الدَّلال حُلْو الْمعَانِي ... تتثنى أعطافه مختاله)
ذِي قوام تودّ كل غصون البان لَو أَنَّهَا تحاكي اعتداله
(وَجهه فِي الظلام بدر تمامٍ ... وعذاره حوله كالهاله)
وَمن ذَلِك
(كأنني يَوْم بَان الْحَيّ عَن إضمٍ ... وَالْقلب من سطوات الْبَين مذعور)
)
(وَرْقَاء ظلّت لفقد الإلف ساجعةً ... تبْكي عَلَيْهِ اشتياقاً وَهُوَ مأسور)
(يَا جيرة الْحَيّ هَل من عودةٍ فَعَسَى ... يفِيق من نشوات الشوق مخمور)
(إِذا ظَفرت من الدُّنْيَا بقربكم ... فكلّ ذنبٍ جناه الدَّهْر مغْفُور)
وَله فِي الدوبيت شَيْء كثير من أحْسنه قَوْله
(فِي هَامِش خدك البديع القاني ... أسرار هوى لكلّ صبٍّ عان)
(قد خرجها الْبَارِي فَمَا أحْسنهَا ... من حاشيةٍ بالقلم الريحاني)
وَقَوله
(روحي بك يَا معذبي قد شقيت ... فِي جنب رضاك فِي الْهوى مَا لقِيت)
(لَا تعجل بِاللَّه عَلَيْهَا فَعَسَى ... أَن تدركها برحمةٍ إِن بقيت)
وَقَوله
(يَا سعد عساك تطرق الْحَيّ عساك ... قصدا فَإِذا رَأَيْت من حل هُنَاكَ)
(قل صبك مَا زَالَ بِهِ الوجد إِلَى ... أَن مَاتَ غراماً أحسن الله عزاك)