(كفّي شئونك سَاعَة فتأمّلي ... فلعلّها بشرى الصَّباح الْمقبل)
(وتنجّزي وعد الْمَشَارِق وانظري ... واستخبري زهر الْكَوَاكِب واسألي)
)
(فلعلّ غايات الدجى أَن تَنْتَهِي ... وَعَسَى غيابات الأسى أَن تنجلي)
(لَا تخدعي بدموع عَيْنك فِي الورى ... قلباً يعزُّ عَلَيْهِ أَن تتذلّلي)
(تحمّلي شجن النّوى لَا تمكني ... أَيدي الصبابة من عنان تجمُّلي)
(لَا تخذلي بِالْعَجزِ عزمي بَعْدَمَا ... شافهت أعجاز النّجوم الأفَّل)
(فليسعدنَّ الحزم إِن لم تسعدي ... وليفعلنَّ الحقُّ إِن لم تفعلي)
(ولأعسفنَّ اللَّيْل غير مشيعٍ ... ولأركبنَّ الهول غير مذللَّ)
مِنْهَا
(وكأنما الشَعّرى سراج موقد ... وقف على طرق النُّجُوم الضُّلَلّ)
(وَكَأن مُلْتَزم الفراقد قطبها ... ركب على عرفان داثر منزل)
(وتحوَّلت أمُّ النّجوم كَأَنَّهَا ... زهر تراكم فَوق مجْرى جدول)
وَمن شعره أَيْضا
(إِلَى أَي ذكرى بعد ذكراك أرتاح ... وَمن أيّ بحرٍ بعد بحرك أمتاح)
(إِلَيْك انْتهى الرّيّ الَّذِي بك يَنْتَهِي ... ويسرح لي الرَّأْي الَّذِي بك يلتاح)
(وَفِي مائك الإغداق والصفو والروا ... وَفِي ظلّك الريحان والرَّوح والراح)
(وكلُّ بأثمار الْحَيَاة مهدَّل ... وبالعطف ميّاس وبالعرف ميّاح)
(فأغدق للظّمآن محياً ومشرب ... وأفسح بالضاحي غصون وأدواح)
(تغنّي طيور الْيمن فِيهَا كَأَنَّمَا ... بعلياك تشدو أَو لذكراك ترتاح)
(فألحانها فِي سمع من أَنْت حزبه ... أغانٍ وَفِي أسماع شانيك أنواح)
وَمِنْه
(أوجفت خيلي فِي الْهوى وركابي ... وقذفت نبلي بالصبا وحرابي)
(وسللت فِي سبل الغواية صَارِمًا ... عضباً ترقرق فِيهِ مَاء شَبَابِي)
(وَرفعت للشّوق المبَّرح رايةً ... خفّاقةً بهوائج الأطراب)
(ولبست للّوّام لأمة خالعٍ ... مسرودةً بصبابةٍ وتصاب)
(وبرزت للشّكوى بشكّة معلمٍ ... نكص الملام بهَا على الأعقاب)
(فاسأل كمين الشّوق كَيفَ أثرته ... بغروب دمع صبَابَة التسكاب)
)
(واسأل جنود العذل كَيفَ لقيتها ... فِي جحفل البرحاء والأوصاب)