للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من مصر وَأمرهمْ بمحاصرة الكرك فَتوجه الفخري إِلَى الكرك بالعساكر وحصره أيامأً ثمَّ إِنَّه رقَّ لَهُ وَلما بلغه توجه الْأَمِير عَلَاء الدّين الطًّنبغا نَائِب دمشق إِلَى حلب لإمساك طشتمر جَاءَ الفخري بِمن مَعَه من الْعَسْكَر وَملك دمشق وانحرف عَن قوصون ودعا النَّاس إِلَى طَاعَة النَّاصِر أَحْمد وَجرى ماجرى على مايأتي فِي تَرْجَمَة الفخري والطنبغا وَلما ملك الفخري دمشق وَنزل بِالْقصرِ الأبلق وَانْهَزَمَ الطنبغا وَمن مَعَه وَلَحِقُوا بقوصون جهز الْفَخر إِلَى الكرك الْأَمِير سُلَيْمَان بن مُهنا والأمير سيف الدّين قماري وَغَيرهمَا من الْأُمَرَاء الْكِبَار وَسَأَلَ من النَّاصِر الْحُضُور إِلَى دمشق وَقَالَ لَهُ قد حلّفت لَك العساكر فَلم يحضر وتعلل بِحُضُور طشتمر من الْبِلَاد الرومية وَكتب كتبا إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر نَائِب حماة وَإِلَى الْأَمِير بهاء الدّين أصلم نَائِب صفد وَإِلَى الْأُمَرَاء مقدمي الألوف بِدِمَشْق يَقُول إِن الفخري هُوَ نائبي وَهُوَ يولّي من يُرِيد فِي النيابات الْكِبَار بِالشَّام وَلم يزل يعد الفخري ويمنَيه بالحضور إِلَى أَن جَاءَ طشتمر من الْبِلَاد الرومية وَجرى مَا جرى من خُرُوج الْأُمَرَاء بِالْقَاهِرَةِ على قوصون وإمساكه وتجهيزه إِلَى إسكندرية واعتقاله فَأخذ أَحْمد النَّاصِر يمّني طشتمر والفخري بالحضور إِلَى)

دمشق بعد رَمَضَان وَكَانَ ذَلِك فِي أَوَائِل رَمَضَان وَتوجه إِلَيْهِ من أُمَرَاء الألوف المصريين الْأَمِير بدر الدّين جنكلي ابْن البابا وَأَمْثَاله وَمن الْأُمَرَاء الخاصكية أَزوَاج أخواته جمَاعَة وسألوه على التَّوَجُّه مَعَهم إِلَى مصر فَلم يُوَافق وعادوا خائبين وَترك النَّاس من الشاميين والمصريين فِي حيرة بَعْدَمَا حلف الْمُسلمُونَ جَمِيعهم لَهُ ثمّ إنّه توجه وَحده إِلَى الْقَاهِرَة وَلم يشعروا بِهِ إلاّ وَقد جَاءَ المصريين بِخَبَرِهِ بوصوله فطلع إِلَى الْقصر الأبلق بِالْقَاهِرَةِ فَلَمَّا بلغ الفخري ذَلِك توجه هُوَ وطشتمر بعساكر الشَّام والدولة والقضاة الْأَرْبَعَة مَعَهم وَكَانَت سنة كَثِيرَة الأمطار والثلوج وقاسى الرعايا شدّة وجبيت الْأَمْوَال من النَّاس كَبِيرهمْ وصغيرهم لنفقات العساكر ولعمل شعار الْملك وأبهة السلطنة فَهَلَك النَّاس ولّما وصل الفخري وطشتمر بالعساكر إِلَى الْقَاهِرَة جلس النَّاصِر أَحْمد على كرْسِي الْملك وَإِلَى جَانِبه أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَاكِم بِأَمْر الله أَبُو الْقَاسِم أَحْمد ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ أبي الرّبيع سُلَيْمَان وَحضر قُضَاة الْقُضَاة الثَّمَانِية من المصريين والشاميين وعهد الْخَلِيفَة إِلَيْهِ بِحُضُور الْعَالم وَحلف المصريون والشاميون وَكَانَ يَوْمًا عَظِيما وَلم يتَّفق مثل هَذِه الْبيعَة لأحد مُلُوك الأتراك بِالشَّام ومصر لِاجْتِمَاع أهل الإقليمين فِي يَوْم وَاحِد بِحُضُور الْخَلِيفَة والحكام ثمَّ إِن النَّاصِر أَحْمد ولّي نِيَابَة مصر للأمير سيف الدّين طشتمر وولّي نِيَابَة دمشق لقطلو بغا الفخري وَأخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين ايدغمش أَمِير آخور إِلَى نِيَابَة حلب وَهُوَ الَّذِي قَامَ بِأَمْر قوصون وَجرى مَا جرى فِي قلب الدولة على قوصون لأجل النَّاصِر أَحْمد وَأخرج الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الأحمدي إِلَى نِيَابَة صفد وَأخرج الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج الْملك إِلَى نِيَابَة حماة وَأخرج الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر الناصري إِلَى نِيَابَة غَزَّة فَلَمَّا فعل ذَلِك بالأكابر خافه النَّاس وأعظموه وهابوه وَجعلُوا أَيْديهم على رؤوسهم مِنْهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>