(من يساجلني يساجل ماجداً ... يمْلَأ من آدابه كل ذنُوب الطَّوِيل)
(لقد حسنت حَتَّى كَانَ محاسناً ... تقسمها هَذَا الْأَنَام عُيُوب)
(هِيَ الشَّمْس تَدْنُو وَهِي ناء محلهَا ... وَمَا كل دَان للعيون قريب)
(تخطت إِلَى الْحَضَر الْجِيَاد نباهة ... وهيهات من ذَاك الجناب جنيب)
(وحيت فأحيت بالأماني متيماً ... حبيب إِلَيْهِ أَن يلم حبيب)
(يذكرنِي ذَاك الْجمال جمَالهَا ... فليلي كَمَا شَاءَ الغرام رحيب)
(وَمَا لي إِلَّا آنة بعد آنة ... وَمَا لي إِلَّا زفرَة ونحيب)
(حنيناً لعهد غادر الْقلب رَهنه ... وَعلم دمع الْعين كَيفَ يصوب)
(وذكرى خَلِيل لم يغب غير شخصه ... وَفِي كل قلب من هَوَاهُ نصيب)
(وَلَوْلَا حَدِيث النَّفس عَنهُ بعوده ... وَأَن المنى تَدْعُو بِهِ فيجيب)
(لما استعذب المَاء الزلَال لِأَنَّهُ ... إِذا مازج المَاء الزلَال يطيب)
فبادرها الْمَمْلُوك لنبئها متعرفا وبارجها متعرفا وبولائها متمسكاً وبثنائها متمسكاً شوقاً إِلَيْهَا لَا يبيد وَلَو عمر عمر لبيد وَاقِفًا على آمال اللِّقَاء وقُوف غيلَان بدار مية عاكفاً على أرجاء الرَّجَاء عكوف تَوْبَة على ليلى الأخيلية وَالله يَتَوَلَّاهُ فِي حالتيه ظَاعِنًا وَمُقِيمًا وَيجْعَل السعد لَهُ حَيْثُ حل خدينا والنجح خديماً بمنه وَكَرمه
فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ رَحمَه الله تَعَالَى الطَّوِيل
(تنوح حمامات اللوى فَأُجِيب ... ويحضر عِنْدِي عائدي فأغيب)
(وَقد مل فرش السقم طول تقلقي ... عَلَيْهِ بجنبي إِذْ تهب جنوب)
)
(وَلما بَكت عَيْني نواك تعلمت ... دموع السَّحَاب الغر كَيفَ تصوب)
(أيا برق إِن حاكت قلبِي فَلم يكن ... لنارك مَعَ هَذَا الخفوق لهيب)
(وَيَا غيث إِن ساجلت دمعي فَإِنَّهُ ... يفوتك مَعَ ذَا آنة ونحيب)
(وَيَا غُصْن إِن هزت معاطفك الصِّبَا ... فَمَا لَك قلب بالغرام يذوب)
(إِذا جف جفني ذاب قلبِي أدمعاً ... فَللَّه قلب عَاد وَهُوَ قليب)
(أَبيت بجفن لَيْسَ يعرف مَا الْكرَى ... وَأي حَيَاة بالسهاد تطيب)
(وقلب إِذا مَا قر عَادَته لوعة ... فيعروه من بعد الْقَرار وجيب)
(إِلَّا أَن دهراً قد رماني بصرفه ... لدهر إِذا فَكرت فِيهِ عَجِيب)