وَمِمَّا ألّفه من الْكتب الملعونة كتاب التَّاج يحْتَج فِيهِ لقدم الْعَالم كتاب الزمردة يحتد فِيهِ على الرُّسُل وَإِبْطَال الرسَالَة كتاب نعت الْحِكْمَة يسفّه الله تَعَالَى فِي تَكْلِيف خلقه مَا لَا يُطِيقُونَ من أمره وَنَهْيه كتاب الدامغ يطعن فِيهِ على نظم الْقُرْآن كتاب الْقَضِيب الَّذِي يثبت فِيهِ أَن علم الله تَعَالَى بالأشياء مُحدث وَأَنه كَانَ غير عَالم حَتَّى خلق خلقه وأحدث لنَفسِهِ علما كتاب الفريد فِي الطعْن على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب المرجان كتاب اللؤلؤة فِي تناهي الحركات وَقد نقض ابْن الراوندي أَكثر الْكتب الَّتِي صنفها كالزمردة والمرجان والدامغ وَلم يتم نقضه وَلأبي علّي الجبائي عَلَيْهِ ردود كَثِيرَة فِي نعت الْحِكْمَة وقضيب الذَّهَب والتاج والزمردة والدامغ وإمامة الْمَفْضُول وَقد رد عَلَيْهِ أَيْضا أَبُو الْحُسَيْن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الْخياط فمما قَالَ فِي كتاب الزمردة إِنَّه إنّما سمّاه بالزمردة لِأَن من خَاصَّة الزمرد أَن الحيّات إِذا نظرت إِلَيْهِ ذَابَتْ أعينها فَكَذَلِك هَذَا الْكتاب إِذا طالعه الْخصم ذاب وَهَذَا الْكتاب يشْتَمل على إبِْطَال الشَّرِيعَة والإزراء على النبوّات فمما قَالَ فِيهِ لَعنه الله وأبعده إِنَّا نجد من كَلَام أَكْثَم بن صَيْفِي شَيْئا أحسن من إنّا أعطيناك الْكَوْثَر وَإِن الْأَنْبِيَاء كَانُوا يستعبدون النَّاس بالطلاسم وَقَالَ قَوْله لعمَّار تقتلك الفئة الباغية كل المنجمين يَقُولُونَ مثل هَذَا وَقد كذب لَعنه الله فَإِن المنجم إِن لم يسْأَل الرجل عَن اسْمه وَاسم أمه وَيعرف طالعه لَا يقدر أَن يتَكَلَّم على أَحْوَاله وَلَا يُخبرهُ بِشَيْء من متجدداته
وَقد كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخبر بالمغيبات من غير أَن يعرف طالعاً وَيسْأل عَن اسْم أَو نسب فَبَان الْفرق وَقَالَ فِي كتاب الدامغ فِي نقض الْقُرْآن إِن فِيهِ لحناً وَقد استدركه وصنف كتابا فِي قدم الْعَالم وَنفي الصَّانِع وَتَصْحِيح مَذْهَب الدهريه ورد على أهل التَّوْحِيد وَذكر أَبُو هَاشم الجبّائي أَن الراوندي قَالَ فِي كتاب الفريد إِن الْمُسلمين احْتَجُّوا للنبوة بِكِتَابِهِمْ الْقُرْآن الَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ معجز لن يَأْتِي أحد بِمثلِهِ وَلم يقدر أحد أَن يُعَارضهُ